د.نايف الحمد
اعتاد الوسط الرياضي في السنوات الأخيرة أن يشهد انطلاق الموسم الكروي الكثير من التهديد والوعيد من منافسي الهلال الذين يرون أن فرقهم استعدت جيداً لسحب البساط من تحت أقدام لاعبي الهلال، وتغيير واقع مرير يجثم على صدورهم يتمثل في ثبات الهلال في المنافسة، بل وتحقيق الألقاب في كل موسم.. لكنهم مع تقدم المنافسة ووصولها لمراحل الحسم وربما قبل ذلك يُصدمون بالواقع مع تقدم الهلال عليهم بخطوات طويلة؛ فيتبدل الخطاب ويتحول إلى محاولة لتبرير ذلك الإخفاق والتقليل من التفرد الأزرق بالتشكيك بالتحكيم واللجان و(اللوبي الأزرق) وغيره من البكائيات!.
في مطلع الموسم الماضي كانوا أكثر ثقة بقدرتهم على وقف المد الهلالي على اعتبار أن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على الأربعة الكبار سيجعل منهم أكثر قدرة على التفوق بعد أن تم تسديد ديونهم، وضم أفضل العناصر العالمية معتقدين أن هذه النقلة ستذيب الفوارق الكبيرة بينهم وبين الهلال على مستوى العمل المؤسساتي والاستثمار والاستدامة المالية، متناسين أن ثمة أشياء لايمكن شراؤها بالمال والمتعلقة بالبيئة والإرث للنادي العاصمي الكبير.
ما حدث في الموسم الماضي هو تكرار لما سبقه من مواسم؛ إذ واصل الزعيم ثباته، بل إنه استثمر النقلة النوعية للرياضة السعودية وبسط هيمنته بشكل غير مسبوق على البطولات المحلية وأعادهم لنفس الحال الذي كانوا عليه، حيث التشكيك والتقليل رغم أن الهلال هو النادي الوحيد الذي طلب حكاماً أجانب لكل مبارياته ليتجنب آثار تلك الضغوط والحملات التي تشن عليه بهدف التأثير على الحكام المحليين في محاولة بائسة لوقفه.
في هذا الموسم، حدث ما لم يكن بالحسبان.. فقد رفعوا الراية البيضاء مع بداية الموسم وبدأوا الصياح والتشكيك مبكراً معلنين أن البطولات ستذهب للهلال، على الرغم من أن استقطابات الهلال هي الأقل في الصيف، فقد خسر الهلال نجماً محلياً وأضاف أجنبيين، في حين ضم النصر أربعة لاعبين أجانب ومثلهم للاتحاد مع تغيير الأجهزة الفنية، أما الأهلي فقد أضاف أجنبيين.
في تقديري أن الفوارق الكبيرة التي صنعها الهلال في الموسم الماضي، وكذلك ما حدث مطلع هذا الموسم في نهائي السوبر عندما أتخم الهلال شباك غريمه النصر برباعية أصابهم باليأس والإحباط، وباتوا يشعرون أن مقارعة هذا المارد الأزرق داخل الميدان لم تعد ممكنة، وبدلاً من انتقاد عمل إداراتهم اختاروا طريقتهم القديمة في التشكيك؛ لكنها جاءت هذه المرة مبكراً وبشكل مضحك.
نقطة آخر السطر
دون أدنى شك أن زرع اليأس والاستسلام ومحاولة إظهار الهلال كبطل متوج من قبل بعض المناهضين له سيكون له تداعيات على أنديتهم وسيضعف المنافسة.. فالجماهير عندما تفقد شغف المنافسة سينعكس سلوكها على الفريق كون الجماهير هي الوقود والمحرك الأكبر للفريق، وسيكون الهلال هو المستفيد من هذا الوضع.. لكن الواجب أن يوجه هؤلاء نقدهم لفرقهم وتحفيز الجماهير للدعم حتى نحظى بمنافسات قوية وأقطاب متعددة لهذه المنافسة.