أمل بنت محمد المجاهد
التفوق والتميز جوهر النجاح ويتطلبان رؤية واضحة وقيادة ملهمة تذلل الصعوبات وتخفف من التحديات، فهي رحلة لها أسرار وهي عملية مستمرة ترتكز على رؤية واضحة واستراتيجية شاملة وثقافة تدعم الابتكار والجودة. وهذا ما لمسناه في المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية من سير على مسار الريادة بتوفيق الله ثم بفضل الجهود المبذولة من القادة ومنسوبيه. فالجهود المبذولة تسعى لتحقيق أثر إيجابي مستدام.
استضافت المملكة العربية السعودية المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN لمنطقة غرب آسيا في العاصمة الرياض خلال الفترة من 9 إلى 11 سبتمبر، ممثلة بالمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وعلى شرف معالي وزير البيئة والمياه والزراعة وبحضور عدد كبير من الخبراء والمختصين لمناقشة القضايا المتعلقة بحماية الطبيعة في المنطقة ، وهذا تطور جوهري ونقلة نوعية لإضافة أثر إيجابي من حيث تبادل الخبرات، وحماية الحياة الفطرية ومناقشة سبل حماية البيئة والمحافظة عليها فامتزاج الخبرات والتجارب مع توحيد الأهداف والمقاصد يحقق نتائج أكثر كفاءة وفعالية.
المملكة اليوم داعمة لقطاع البيئة وتولي هذا القطاع أهمية قصوى حيث إنه أحد الركائز التنموية المهمة، ومما لا شك فيه أن هذا المنتدى له دور مهم في تبادل المعرفة ونقلها بين المنظمات ويعتبر محركاً رئيسياً للتطور وتبادل الأفكار والخبرات والاطلاع على الأبحاث. ومما يُشّرف أنه تم تطوير استراتيجية البيئة ويتم تنفيذها ضمن إطار مؤسسي متكامل وهي متوائمة تماماً مع برنامج الاتحاد الدولي لصون الطبيعة 2026-2029 وجهودها تنصب على تنمية ما لدينا من أنظمة بيئية وتنوع إحيائي وتركز على تحقيق هدف 30×30 بحلول عام 2030.
يمثل المنتدى أهمية قصوى حيث تضمن عملية تعاون دولي في المنطقة، وتعاون مع عدد من الجهات العالمية التي تُعنى بتطوير منظومة الحياة الفطرية في المملكة وذلك من خلال عدة ورش ومحاضرات لتبادل المعرفة، كما تضمن المنتدى عدة موضوعات شملت التخطيط للمحميات 30×30 ,المحافظة على التنوع الإحيائي، المحافظة على البيئة والموارد لطبيعية، كما لازم المنتدى معرض مصاحب.
من أبرز أهداف المنتدى حث الدول على السعي للمحافظة على التنوع الإحيائي والحياة الفطرية ، ومما يبعث على الفخر والاعتزاز أن المملكة اليوم قدمت خارطة طريق وطنية لتحقيق 30% محميات برية وبحرية والحمد لله المملكة اليوم تضم 36 منطقة محمية وحقق المركز انجاز مبهر حيث وصل المركز الى حماية 18% من مساحة المحميات البرية و6,5 % من مساحة المحميات البحرية ومازال الطموح عالي لتحقيق المستهدف في عام 2030 ، كما تم بفضل الله اطلاق خطة منظومة المناطق المحمية في المملكة التي تشكل خارطة طريق لإنشاء وإدارة المناطق المحمية وحماية 30% من مساحة المملكة البرية والبحرية بحلول عام 2030.
أخيرا، عمل المركز على إنجازات ضخمة تتواءم مع رؤية المملكة 2030 وهذه الإنجازات معتمدة على ركائز وعوامل أساسية تشكل الأساس لتحقيق الأهداف ومبنية على رؤية واضحة، وهو في ذلك يعتمد على مواءمة عمل المنظومة الوطنية للمحافظة على التنوع الأحيائي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية في المملكة مع المستهدفات العالمية من خلال تطبيق المعايير وأفضل الممارسات الدولية.