عبدالله إبراهيم الكعيد
بلادنا اليوم تمر بمرحلة مهمة، بل لا أبالغ لو قلت إننا أمام تحديات في مختلف المجالات وأصبح الطابع العام للمرحلة هو السرعة ومن هنا يكمن التحدي. أن تنجز المهام المطلوبة وتتم الأعمال بإتقان وسرعة في جو من التنافس وتحت نظر العالم وسمعه حيث كل شيء أصبح مكشوفا وقابلا للتناول والتداول العام في مختلف المنصات الاتصالية.
كل هذه المعطيات فرضت على المؤسسات والأفراد سواء في القطاع الرسمي أو الأهلي أداء متقنا وحرصا واعيا وإلا فالمساءلة أو تقبل النقد الصادق سواء بهدف الإصلاح وهو ما يسعى إليه الشرفاء محبو هذا الوطن أو التشفي من الكارهين والأعداء والمتربصين فهؤلاء لا تعنيهم الأسباب أو المعطيات التي أدت لحدوث الخطأ أو القصور ولا درجات الضغوط التي تعرض لها المقصر أو المخطئ، لأن هدفهم هو البحث والتفتيش عما يمكن أن يخدش الصورة الزاهية لوطننا.
الإتقان يتجاوز مفهوم القيام بالمهام وإنجازها في الوقت المحدد ليصل إلى تنفيذ العمل بشكل مثالي ودون أي خلل أو نقص وهو (أي الاتقان) قيمة أساسية وليس مجرد شعار يقال ترفعه مؤسسة خدمية رغبة في التلميع والبهرجة إنما منهج عمل يؤدي في النهاية إلى إنجاز يرضي المستفيد من الخدمة ومقدمها ولا يتحقق الاتقان إلا بمعرفة مكامن الأعطاب وتفاديها بكل عناية ووعي.
من خلال مسيرة الأداء المتقن يتم التعرف على معايير أكثر دقة سعيا وراء رفع مستوى جودة التنفيذ.
إن تفادي الأعطاب مهارة يفترض أن تكون ضمن برامج التدريب التي تعطي في دورات الإدارة وتأهيل الكوادر البشرية للعاملين في القطاع الرسمي الخدمي وأتمنى أن أسمع في يوم أن الجهات التدريبية تولي هذا المفهوم عناية وتدرجه ضمن برامجها مثل إدارة الأزمات أو إدارة المخاطر.
حتى على مستوى علاقات الأفراد بعضهم ببعض أعتقد بأن امتلاك مهارة تفادي الأعطاب يؤدي إلى علاقة مستمرة بعيدة عن سوء الفهم أو حتى قطعها للأبد في بعض الأحيان.
أختم بالحديث عن التجارب التي تمر بها الأمم وتعد دروسا مستفادة للمستقبل فأقول: إن من أهم ما يستفاد من تجاربنا السالفة (على كافة المستويات) كيفية تفادي الأعطاب التي سبق الوقوع فيها.