خالد بن حمد المالك
إسرائيل تسبق حزب الله في الإعلان عن أسماء قيادييه القتلى، وتحدد أماكنهم، وتوقيت مقتلهم، والوسيلة المستخدمة في الإجهاز عليهم، بما في ذلك أمين الحزب حسن نصر الله، حيث سبقت إسرائيل حزب الله في الإعلان عن مقتله، وحددت أسماء آخرين قُتلوا لم يعلن الحزب عنهم، ووزع العدو لوحة بأسماء القياديين المهمين في الحزب الذين تم قتلهم في غضون عشرة أيام، فماذا يعني ذلك؟
* *
وإسرائيل تعرف مُسبقاً أين يتواجد قادة حزب الله، أفراداً وجماعات، فتغير عليهم، وتحدد ضرباتها نحوهم، ثم تعلن عن قتلهم، فكيف تعرَّفت على مواقعهم، والزمن الذي كانوا يتواجدون فيه، والغرض من اجتماعاتهم، حتى تُسارع يقتلهم واحداً بعد الآخر، ومجموعة إثر أخرى، وماذا يعني ذلك؟
* *
كما تحدد إسرائيل مواقع مخازن أسلحة حزب الله، ونوع السلاح المخزن فيه، وتطلب من المواطنين إخلاء مساكنهم، والابتعاد عن المنطقة، حيث إن الأسلحة -كما تقول إسرائيل- مخزّنة أسفل البنايات السكنية، وأنها سوف تقوم بتفجير هذه المباني بمن فيها إن لم يبتعدوا مئات الأمتار عنها بعد إخلائها، فكيف عرفت إسرائيل بذلك، ومن دلَّها، وماذا يعني ذلك؟
* *
هناك اختراق للحزب، وهناك أحاديث متداولة، بعضها ينسب مصدر الاختراق إلى إيران، وبعضها يرى أن الاختراق من داخل حزب الله، وآخرون يرون أنه من الجهتين، ونحن لا نؤكد أياً من هذه الروايات، ولكن حقيقة الاختراق بصرف النظر عن مصدره صحيح ولا غُبار عليه، وإلا لما أمكن لإسرائيل أن تصل إلى كل هذه المواقع، ولكل هذه القيادات، ولأكثرية من مخازن الأسلحة، فماذا يعني ذلك؟
* *
حتى خارج لبنان، ففي سوريا تكون ضربات إسرائيل محددة بعناصر إيران، وميليشيات العراق، وحيث يكون التواجد لحزب الله، ويكون القتل، واستهداف مواقع تجمع سلاح هؤلاء، وحيث تكون هناك منصات لإطلاق الصواريخ، فتصيب وتقتل وتدمر بنجاح، دون وجود مقاومة، أو انتقام، فماذا يعني ذلك؟
* *
هناك جدل وتساؤل واستغراب، وهناك ألغاز بلا جواب، ومعلومات مغيّبة أو مخفية عن أسرار ما يجري، مما هو في أيدي الاستخبارات الإسرائيلية، إثر تعاونها مع عملاء زرعتهم ربما في حزب الله وإيران من نفس الجنسية، ومن القريبين في صنع القرار في إيران وأذرعتها في سوريا والعراق ولبنان، ما جعل الخسائر بهذا الحجم، حيث قُتل خلال أيام قليلة زعيم حماس أثناء تواجده في إيران، وزعيم حزب الله وهو في لبنان، فماذا يعني ذلك؟
* *
أسئلة كثيرة، وتتكاثر، ولكن بلا جواب، أسرار لا يعرف عنها إلاّ إسرائيل، وألغاز لا يحلّها إلا من كان وراء هذه الهزائم المدوّية التي تلقتها حماس أولاً، ثم حزب الله ثانياً، من عدو صهيوني إرهابي لا يرحم، فمتى يتعلَّم أتباع إيران مما جرى للقتلى بهذه الصور المروِّعة؟