عبد العزيز الهدلق
منذ استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على الأندية الأربعة الكبرى وأصوات الشكوى من أندية النصر والاتحاد والأهلي تتعالى مهاجمة إدارات أنديتها تارة، وأعضاء مجلس الإدارة المرشحين من الصندوق تارة أخرى، والرؤساء التنفيذيين تارة ثالثة. ومن الواضح أن جماهير هذه الأندية وكذلك الإعلام التابع لها لم يتكيّف مع مرحلة التغيير. وما زال مرتبطاً ذهنياً ونفسياً بالمرحلة الماضية. وبأساليب الإدارة القديمة التي كانت تمارس، والتي تعتمد على إدارة الرجل الواحد، وإشراك المقرّبين من أصدقاء وإعلاميين وغيرهم في اتخاذ القرارات!
وعندما انتقلت مفاهيم إدارة الأندية إلى مفاهيم الشركات الربحية التي تعتمد على وجود مجلس إدارة يتخذ قراراته بالتصويت، ووجود رئيس تنفيذي يتولى تنفيذ قرارات وإستراتيجيات مجلس الإدارة، بالإضافة إلى ما لديه من صلاحيات حددتها اللائحة، وكذلك وجود مدير رياضي متخصص، كل هذا لم يستوعبه البعض بما في ذلك مرشحون من المؤسسات غير الربحية للأندية. فتصور بعض الجمهور والإعلام أن التنفيذيين الأجانب الجدد، كذلك أعضاء مجلس الإدارة المرشحون من الصندوق يشكلون عقبات أمام انطلاقة أنديتهم، وأنهم بمثابة حجر عثرة أمامها، رغم أن هذه الأندية لم تكن ناجحة قبل عملية الاستحواذ، وكانت تعاني من تراكم الديون، والتعثّر الفني لفرقها الكروية، وسوء الاستثمار، وضعف استغلال الموارد بشكل سليم، بل إن الأهلي الذي خرج من مدرجه وإعلامه من يشتكي من وجود بعض أعضاء مجلس الإدارة المرشحين كان صاعداً للتو من دوري «يلو»! وتلقفه الصندوق ودعمه وصعد به إلى المركز الثالث في سلم الترتيب الموسم الماضي. فحري بأولئك أن يشكروا الصندوق على ما قدمه وعلى النقلة الكبيرة التي أحدثها!
وفي تقديري أن ما تحتاجه هذه الأندية الثلاثة لكي تنهض نهوضاً قوياً من عثراتها السابقة والحالية، أن يكون استحواذ الصندوق عليها كاملاً وبنسبة (100 %)، فواضح أن نسبة المشاركة بمقدار (25 %) مع المؤسسة غير الربحية سيؤجّل نهوض هذه الأندية وتطورها. فالنصر حالياً يعيش بلا رئيس مجلس إدارة ومنذ أكثر من شهرين، ولم يتأثر أو تتعطّل مصالحه، فمجلس الإدارة مع الرئيس التنفيذي يقودون النادي بأفضل ما يكون، على الرغم من زوبعة الصلاحيات المفتعلة.
والأمر الذي لا تدركه كثير من جماهير وإعلام تلك الأندية أن الرؤساء التنفيذيين مع مجالس الإدارة يعملون على تصحيح مسار العمل بتلك الأندية، لأن الخلل فيها عميق جداً، وهو الذي قادها لتراكم الديون عاماً بعد عام، كما أنه هو الذي قاد الأهلي للهبوط قبل موسمين، وكاد يكون هو مصير الاتحاد قبل خمسة مواسم. لذلك فالارتقاء بالعمل وجعله يتم وفق أساليب حديثة ومحوكمة، يحتاج إلى وقت، ولا يمكن إصلاح خلل السنين والعقود في فترة زمنية قصيرة. وهذه الأصوات التي تتوجه بالاعتراض على عمل الرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارات لا تعي حقيقة ما يحدث داخل تلك الأندية، ولا تعي المستقبل المزدهر الذي ينتظرها بعد إتمام تطوير العمليات الإدارية. لذلك أشدد على أهمية الاستحواذ الكامل على هذه الأندية من قبل الصندوق حتى تتم عمليات التطوير بشكل كامل دون إزعاج ومنغصات، وأصوات تتعالى بلا فهم ولا وعي ولا إدراك.
زوايا
* الذين يتحدثون عن منح الصلاحيات، جلهم لا يعرفون معنى مصطلح الصلاحيات، ولا ما هي الصلاحيات المطلوب منحها! وإنما هم مجرد مرددين لعبارات لا يفهمون معناها.
* مباراة الهلال والشرطة العراقي اليوم مهمة جداً في تأكيد صدارة الزعيم للفرق الآسيوية المشاركة، رغم قوة الفريق العراقي وما سيشكله من صعوبة متوقعة للهلال.
* انفراج أزمة ملعب المملكة أرينا سيكون بمثابة التحدي أمام جماهير الهلال ودخولها في منافسة حقيقية على صدارة الحضور الجماهيري في الدوري. فقد عانت بما فيه الكفاية من الحضور في ملاعب قديمة وغير مؤهلة.
* ما كشفه الكابتن الكبير ماجد عبدالله بأنه حضر اعتزال رفيق دربه الكابتن صالح النعيمة وشارك فيه رغم اعتراض إدارة النصر في حينه، ورفضها مشاركته يؤكد سمو أخلاق هذا النجم ووفاءه لرفيق دربه، وأن هناك الكثير من المواقف كانت تتخذ دون موافقته ولا تعبر عن إرادته تجاه المنافس.
* رئيس الطائي السابق كان في غنى عن الحديث عن نادي الاتحاد وميزانيته. فلم يوفّق في ذلك، وفارس الشمال بحاجة إلى مد جسور المحبة مع الجميع وليس البحث عمَّا يستفز الآخرين وجعلهم يتخذون مواقف غير ودية من الطائي، رغم أن النادي ليس له علاقة بذلك الحديث، ولكن المتحدث رئيس سابق له ومحسوب عليه.
* المعلِّق عيسى الحربين فهم خطأً أن منحهم كمعلّقين مساحة واسعة لامتداح النصر في كل مباراة على حساب الطرف الآخر يعني الإسقاط على المنافسين بكلام غير مقبول! فلو بقي في دائرة امتداح النصر والمبالغة في ذلك كزملائه الآخرين ولم يتحمس لما سقط تلك السقطة.