منال الحصيني
أؤمن أننا كبشر نسير وفق ذبذبات كونية وإلا ما كان القضاء موكل بالمنطق.
وبعيداً عن الشمولية وعلى مستوى النفس البشرية تستطيع استقصاء الأمر بنفسك فلو أنك من اصحاب الإيمان التام بأن الحياة تسير وفق قانون (العطاء والأخذ) على مستوى البشر بينهم البين ستكون حتماً ممن فهِم قانون (سل تعطى) كونه اتصالا مباشرا بين البشر وربهم الأعلى والأجل.
إذاً مشاعرك الموجهة نحو عطاءٍ لا تبتغي فيه سوى تقويم أبنائك ستأخذه ولو بعد حين إن لم تكن تلمسه في واقعك حالياً.
وعلى خلاف الأمر لو أنك قمت بإرسال مشاعر الضجر والقلق وربما الشكوك والترصّد، سترتد إليك لا محالة عاجلاً أم آجلاً؛ فهي مسألة وقت لا غير يا عزيزي.
(كما تدين تدان) جملة مركبة تطرق اسماعنا كثيراً ونفهمها بمعناها المجازي، هل تعمق أحدنا كثيراً لفهم المغزى من ذلك، هل راقبنا تصرفاتنا ومشاعرنا المرسلة نحو كل ما هو حولنا من ثوابت مُلزِمه.
علاقتنا مع الخالق ومع البشر بتفاوت أواصر القربى مع الكائنات الحية الأخرى ومع الجمادات التي لو نطقت لحُررِت محاضر من أجلها.
الأمر يبدو سهلاً في مخيلتك، ولكن صدقني أن الكون يعمل بقانون عادل وفق ذبذبات متفاوتة ترتفع وتنخفض حسب ما تبثّه من سلوكيات ومشاعر أو ليس الجزاء من جنس العمل حكمة بليغة تناقلها الناس قديماً وكل ما ترسله يعود إليك فـ(البِرُ لا يبلى والإثم لا يُنسى، والدّيّان لا يموت، فكن كما شئت، كما تدين تدان).