فهد بن محمد القحطاني
في أحد الأيام اتصل علي هاتف ثابت وذكروا أنهم من جهة ويطلبون استطلاعاً للرأي في أمر معين يختص بالمنشآت المتناهية الصغر واستمرت المكالمة قرابة الثمان دقائق وبعد انتهاء المكالمة كان بجانبي أحد الأحبة وكان متضجراً لتركي إياها كل هذا الوقت للرد على استطلاع ربما لا يسمن ولا يغني من جوع حسب وجهة نظره..
وبعد تداول الموضوع معه ومحاولة إقناعه بأهمية هذه الاستطلاعات ومساعدة متخذي القرار على اختيار القرار المناسب والقدرة على معرفة المهتمين بهذا الشيء.. طال الحديث وانتهينا كما تنتهي كثير من نقاشاتنا في مجالسنا بأن نتفق أنه لا اتفاق يمكن أن يحدث..
ومن خلال هذه الأسطر أرغب في حث نفسي ومن أتشرّف بقراءة هذه السطور بأن هذه الاستطلاعات ما وجدت إلا لأن صاحب القرار يفتقر لمعلومة أو يرغب في تأكيدها.
وبالتالي فإن الاستطلاعات إحدى أدوات مساعدة متخذي القرارات على القرار السليم في شتى المجالات.. وعلى هذا الأساس فإن المساهمة والتفاعل بكل جدية مع الاستطلاعات الرسمية هو جزء من المشاركة في القرار.. كما لا يفوتني أن نوضح أن بعض الاتصالات الهاتفية ربما تكون من جهات مجهولة المصدر أو من شركات لها أجندة وأهداف غير شرعيه فعليه أيضاً الحذر منها ومن مساعدتهم.
ومن خلال ذلك نحتاج فلترة الاتصال ومعرفة موضوع الاستطلاع والإجابات تكون في حدود المعلومة العامة دون الخوض في تفاصيل عميقة.
فلو تجولنا على كبرى الشركات العالمية ذات الربحية العالية نجد أن استطلاعات الرأي لديهم ذات مكمن ومدلول مهم في اتخاذ كافة القرارات وحتى المفصلية منها.
ولا بد أن نشير للمركز السعودي للاستطلاعات الرأي (سكوب) ولدوره الحيوي في خدمات متخذي القرار في شتى المجالات..
وعلى المستوى الفردي نجد أن من يستشير صديقاً أو قريباً أو والداً في معظم القرارات الحيوية للأفراد وهذا من باب الاستشارة واستشراف الخبرات ممن سبقوا بالتجربة وهي أيضاً جزء من الاستطلاعات وبهذا تكمن أهميتها وحيويتها في قراراتنا الفردية.
والاستطلاعات من وجهة نظري هي ترتكز على محورين محور لاتخاذ القرار ومحور لدعمه وتأكيده فيكون هناك قرار يراد أن يوضع على الطاولة ويحتاج متخذ القرار أو صاحب الصلاحية إلى تأكيد ودعم ذلك ومن خلال من مسح معين يصدر قراره.
والاستطلاعات مع الثورة المعلوماتية الجديدة أرى أنها أصبحت بصعوبة بمكان الحصول عليها بشكل إلكتروني أو من خلال صفحات الويب.. وعليه يبقى الاتصال الهاتفي للمستهدفين ذا نفع أكثر ومسار صحيح.