عبدالعزيز بن سعود المتعب
بكل حياد موضوعي وبعيداً عن أي شخصنة أو التطرّق للأسماء بالتشهير أتساءل منطقياً، هل يحق لكل أحد الخوض فيما لا يفقه فيه؟ ولأن الإجابة هي بـ(لا) فإن المؤسف أن يطالعنا عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي من لا يكاد ينطق الشعر الشعبي موزوناً، ناهيك عن تخبطه في نطق المفردات لدرجة أضحكت المشاهد على ضحالة وفراغ محتوى المتحدث عما يتحدث عنه!
وإلاَّ فكيف يسيء للشعر الشعبي ومنه قصائد الحربيات (العرضة السعودية) التي واكبت مراحل توحيد الوطن على يد مؤسسه وموحده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - أليس من الوطنية والولاء والوفاء الحذر فيما لا يفقه فيه المتحدث؟! ثم ألم يكن الشعر الشعبي حاثاً على مكارم الأخلاق والقيم ومجسّداً كل ما يعتز به الشعب السعودي من نبل وقيم وعادات وتقاليد؟
وإذا كان المتحدث يجهل المنظور النقدي في الشعر الشعبي من حيث الوزن والقافية والمعنى والمفردة والتداعيات والأخيلة والرموز والصور (فاقد الشيء لا يعطيه) فكيف له التنظير؟!
لِمَ هذا التطاول على الشعر والشعراء بالتعريض بما يكتبه الأمراء والوزراء ونخبة المثقفين والأكاديميين والأدلة أكبر وأكثر من الحصر يراها الجميع إلاَّ (المتعامي) عنها.
بقي أن أشير لضيق المساحة إلى أن المتحدث المشار إليه ممن وضع اسم دكتور أمام اسمه وحاول كتابة الشعر الفصيح وفشل، وليته اقتدى بنخبة شعراء الفصيح الأكاديميين السعوديين أمثال الدكتور الشاعر غازي القصيبي - رحمه الله - على سبيل المثال لا الحصر الذين قدموا للوطن من شعرهم وفكرهم واحترام الجميع لهم ما أبقاهم حاضرين بيننا للأبد وإن رحلوا بأجسادهم من هذه الدنيا الفانية.