خالد بن حمد المالك
نفذت إيران هجومها على إسرائيل في الزمان والمكان -كما وعدت- بصواريخ محدودة الأثر، ومتوعدة إسرائيل من أي رد، فيما تقول إسرائيل إنها سترد وبعنف، وإنها إذا قالت فعلت، ولكنها ستختار هي الأخرى الزمان والمكان المناسبين، ولكنها لن تتأخر.
**
أمريكا أعلنت أنها كانت منخرطة في الهجوم، وأنها شاركت في التصدي لصواريخ إيران، وزادت على ذلك بإرسال مزيد من التجهيزات العسكرية القتالية، غير عابئة بالتحذيرات الإيرانية.
**
التحرّش الإيراني الذي تقول إيران إنه يأتي رداً على اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية وحسن نصرالله كان محدوداً -كعادة إيران- رغم كثرة الصواريخ التي انطلقت من إيران، ولكن هذا الهجوم لن يمنع إسرائيل من الانتقام، فهذه فرصتها أمام ما تعتبره استفزازاً وتحرّشاً غير مقبول.
**
وهذا الهجوم الصاروخي من إيران على إسرائيل يفتح المجال أمام مزيد من التصعيد، ويُنذر بتوسيع رقعة المعارك في المنطقة، خاصة مع تهديد أمريكا وبعض الدول الأوروبية بالتدخل والمشاركة دفاعاً عن إسرائيل.
**
ولأن إسرائيل تمر الآن في أحسن حالاتها منذ تأسيسها عام 1948م من حيث تحييد القوى المعادية لها، فإنها لن تجد أفضل من هذا الوقت لجر إيران لحرب مفتوحة انتقاماً من تسليحها لأتباعها وتوجيههم للوقوف ضد الدولة اليهودية.
**
ولهذا فلن يطول الانتظار قبل أن تقدم إسرائيل على الانتقام، ولا يتوقع أن يكون هجومها محدوداً، بل إنه سيكون فاعلاً ومؤثراً، وربما شمل المفاعل النووي الإيراني الذي ظل خارج التفكير بإنهائه عسكرياً، والاكتفاء بالحوار الدبلوماسي لمنع إيران من أن تكون دولة نووية.
**
وأمريكا ليست أقل من إسرائيل حماساً في جر إيران إلى معركة تكسر فيها قوتها، وتمنعها من الاستمرار في تمويل ميليشيات وعناصر مسلحة بهدف إيجاد فوضى بالمنطقة، وعدم استقرار في عدد من الدول فيها.
**
ومن المؤكد أن حزب الله هو الآن ليس كما كان عليه قبل 7 أكتوبر بعد القضاء على أمينه وقادته، والتخلّص من عدد كبير من مخازن أسلحته، وتفريغ إسرائيل لمواقع كانت تحت سيطرة الحزب، وإضعاف قدرته على المقاومة ضد إسرائيل، حيث يمر الآن في حالة من الارتباك والفوضى، وغياب القيادة المدربة والخبيرة التي كان يتمتع بها، ما يجعل إسرائيل قادرة الآن على ضرب كل مواقع حزب الله دون مقاومة حقيقية.
**
ربما لا تسمح أمريكا لإسرائيل بالتوسع كثيراً بعد أن يتحقق لها أمنها في ظل ترتيبات سيكون على حزب الله القبول بها مرغماً، كما لن يُسمح للحزب بأن يعيد ترتيب صفوفه، وتعويض إيران لما فقده من سلاح، وستكون فرصة للبنانيين أمام انهيار حزب الله للتوافق على تسمية رئيس للبلاد، وتشكيل حكومة، وبسط سيطرة الجيش وليس حزب الله على كامل لبنان، خاصة إذا كانت نوايا أمريكا وأهدافها تصب في ذلك وتشجع عليه.