سلطان مصلح مسلط الحارثي
بعد أن وصل حال بعض الإعلام الرياضي السعودي، وبعض جماهير الأندية المنافسة لفريق الهلال، من حالة يأس شديدة، جراء تفوق الهلال وتفرده وانفراده وتميزه داخل المستطيل الأخضر، وبعد أن عجزت أنديتهم عن مجاراة زعيم آسيا وكبيرها الأوحد، ذهبوا للتشكيك في كل ما يخصه، مرة يشيرون لتمكن رئيسه بصلاحيات لم تمنح للبقية، ومرة يشيرون لدعمه أكثر من أنديتهم، وثالثة يذهبون لمحاباته من قبل اللجان العاملة، وكل هذه الادعاءات ليس لها أصل، وسبق أن رد عليها المسؤولون، سواء في وزارة الرياضة، أو برنامج استقطاب اللاعبين، أو صندوق الاستثمارات العامة، الذي يملك ما نسبته 75% من أندية الهلال والاتحاد والأهلي والنصر، ولكن يبقى أغرب مايشير له بعض «الحمقى» في الوسط الرياضي، هو عدم احتساب ركلات جزاء على فريق الهلال، واعتراضهم على احتساب ركلات الجزاء لصالحه! وكأن ركلات الجزاء تُمنح «هبة» من الحكام!
مضحك ومحزن ومخجل هذا الطرح الذي لا يليق بمشجع، ناهيك عن إعلاميين كبار! فهذا الطرح السقيم يدل على عقلية سطحية لا تنتمي للرياضة، ولا تعترف بقوانينها، وتريد كل شيء بحسب منظورها وميولها، وهذا لن يحدث طالما أن إدارة نادي الهلال، قررت «وفق النظام»، الاستعانة بطواقم تحكيم أجنبية في جميع المباريات التي يحق لها الاستعانة بهم، وهي بهذا القرار أبعدت فريقها عن الشحن، وأبعدت ناديها عن «الشبهات»، وتحاشت نظرية المؤامرة التي رُمي بها ناديها منذ عقود، وبالرغم من ذلك لم يسلم، فالتشكيك لا زال قائما، والحمقى لا زالوا يرمونها بتلك الاتهامات، التي ستظل تلاحقها حتى لو تم الاستعانة بحكام من «المريخ»، فطالما الهلال متسيد للبطولات، ورفيق للمنصات، ويحقق الانجازات، فسوف تلاحقه الاتهامات حتى تسقطه، وتكون عذراً لفشل البقية.
عودة الليث للمنافسة
بميزانية لا تُقارن حتى بنصف ميزانية الاتحاد والأهلي والنصر، ولا تقارن بميزانية القادسية والاتفاق، استطاع فريق الشباب أن يعود للواجهة، ويحتل المركز الثالث بعد نهاية الجولة الخامسة، متعادلاً بالنقاط مع فريق الاتحاد الذي يحتل المركز الثاني، خلف الهلال «المتصدر»، بعد أن فاز في أربع مباريات، وخسر واحدة.
عودة هذا النادي الكبير، تعني للوسط الرياضي الشيء الكثير، فالليث يُعد واحداً من أكبر أندية المملكة، وركن من أركانها، وبطولاته وإنجازاته المحلية والخارجية، جعلته يحتل هذه المكانة التي يستحقها، وبالرغم من أن ميزانيته المالية لم تساعده على التغيير بشكل كبير، مثل بقية الأندية، إلا أنه اليوم يقدم نفسه داخل المستطيل الأخضر بشكل رائع، ودون أدنى شك أن هذه العودة المهمة تحسب لإدارته ومن يقف خلفها ويدعمها، ونعني هنا الأمير عبدالرحمن بن تركي الذي يعتبر اليوم الأب الروحي لليث، ودعمه المادي والمعنوي كان له أثر بالغ في تقدم الشباب وعودته للمنافسة، كما إن إدارة الأستاذ محمد المنجم ونائبه محمد الناصر، قاما بأدوار كبيرة خلال الصيف الماضي، حتى يعود الشباب لمكانه الطبيعي، ومكانه الطبيعي هو منصات الذهب، ولكن عودته للمنافسة مهمة، وهي بداية تحقيق آمال وتطلعات جماهير الشباب.
الرابطة والحكام تستجيبان للصراخ
بعد مرور جولتين على مباراة الهلال والرياض، التي أقيمت لصالح الجولة الثالثة وتحديداً يوم 14-9-2024، واستطاع الهلال الفوز فيها بثلاثية، سجل منها مهاجمه الصربي ميتروفيتش هدفين، كان أحدهما بخطأ دفاعي، استيقظت لجنة الحكام في اتحاد الكرة، على صراخ وعويل بعض الجماهير الرياضية و «إعلام البراشوت»، لترسل خطاباً لرابطة دوري المحترفين، وتشعرهم أن الهدف يجب أن لا يُسجل باسم ميتروفيتش، إنما يُسجل باسم مدافع فريق الرياض «هدف عكسي»!
أعتقد أن هذه هي الحالة الأولى التي تُقرر فيها لجنة الحكام والرابطة قرار بهذا الشكل، مستجيبة من خلاله للصراخ الذي استمر لمدة أسبوعين، وتمت مناقشته حتى في البرامج الرياضية! وكأن مشاكلنا انتهت، ولم يتبق سوى معرفة من سجل هدف الهلال! ولكن هذا الطرح يدل على الضعف الذي وصلت له برامجنا الرياضية، وحالة الهوان الذي يعتريها.
نعود للجنة الحكام، ورابطة دوري المحترفين، ونقول لهما، اللجان التي تتأثر بردات الفعل، وتتخذ قراراتها بناء على الحالة الانفعالية في الوسط الرياضي، لا تستحق العمل في أي منظومة محترمة.
تحت السطر
- الفتح وضمك، كانا خلال المواسم السابقة من أفضل الفرق المتوسطة، وفي الملعب كانا ندين للمنافسين، بما فيهم الهلال والاتحاد والأهلي والنصر، ولكنهما في هذا الموسم، تراجعا كثيراً، حيث يحتل الفتح المركز الأخير، ويحتل ضمك المركز قبل الأخير، ويبقى السؤال: ماذا حدث لهذين الفريقين حتى يتراجعا بهذا الشكل المخيف لجماهيرهم؟
- الجمهور الرياضي السعودي والعربي ينتظر يوم السبت القادم، مواجهة كبيرة بين الهلال والأهلي في قمة الجولة السادسة من دوري روشن، والتي نتوقع أن تكون من أجمل مباريات هذا الموسم، فالأهلي خلال الموسم الماضي، رغم أنه احتل المركز الثالث بنهاية الدوري، إلا أنه الفريق الوحيد الذي جارى الهلال في مباراتي الذهاب والإياب، وقدم مستويات جميلة.
- استطاعت الفرق السعودية المشاركة في النخبة الآسيوية الفوز في الجولة الثانية، ليتصدر الهلال قائمة الترتيب، ويأتي خلفه الأهلي، بعد أن حصدا كامل النقاط.
- استحق جمهور الهلال النجومية المطلقة في لقاء الهلال مع الشرطة العراقي، بعد أن حضر بكثافة، وكان فاعلاً طوال مجريات المباراة.