محمد الخيبري
قد تكون عملية هجر المدرجات من أهم الأمور المؤرقة لأي إدارة ناد جماهيري، وعلى النقيض من ذلك فإن الحضور الجماهيري الكثيف من أهم عوامل نجاح منظومة الأندية بالفرق الرياضية خصوصاً فرق كرة القدم.
وكتبنا في السابق عن أسباب ومسببات عدم الحضور الجماهيري في مدرجات ملاعب مدينة الرياض وبحثنا للمشجعين عن مبررات منطقية لعزوفهم وذهبنا لانتقادات إدارات الملاعب في عمليات التنظيم وتحدثنا بإسهاب عن سوء بيئة الملاعب والخدمات المقدمة للجماهير وتطرقنا لأمور كثيرة أهمها عمليات التوسعة وأعمال الطرق «وميترو» الرياض وعن ارتفاع أسعار التذاكر والاختناقات المرورية في الطرق المؤدية للملاعب.
ومن خلال متابعة دقيقة لرصد تحركات جماهير الرياض والتدقيق في سلوكياتهم ومناقشة ثقافة الحضور تبين أن الكثافة الجماهيرية لا تحضر إلا في المباريات التنافسية والمباريات النهائية للبطولات في أي ملعب تقام فيه المباراة.
ويتم التعامل مع الظروف ولمتغيرات الحاصلة في طرق وشوارع مدينة الرياض وايجاد البدائل لسوء الخدمات بالملاعب، بل إن الحضور يكون قبل بداية فتح بوابات الملاعب بساعات متغلبين بذلك على كل الظروف والمتغيرات.
ووجدنا ان الكثافة في المنشأت الجديدة كملعب « الأول بارك « وملعب « المملكة أرينا « تتفوق على الحضور في الملاعب القديمة مثل استاد الملك فهد الدولي واستاد الأمير فيصل بن فهد «الملز».
ويأتي الجمهور الهلالي في مقدمة الجماهير التي تسجل حضوراً خجولاً في أغلب مباريات الفريق في الموسم عطفاً على الحضور المشرف للفريق العاصمي الكبير سواء محلياً وخارجياً وحصده لأغلب بطولات الموسم الرسمية منها والودية.
ومع هذا التميز الواضح للهلال إلا أن جماهيره تعتبر الأقل حضوراً من بين جماهير الأندية الجماهيرية على الرغم من تواجد مميز من جماهير مناطق المملكة القربية من منطقة الرياض وحتى البعيدة.
وحتى تكون المعادلة عادلة بين الحضور الجماهيري الهلالي من داخل وخارج الرياض على الإدارة الهلالية البدء في « رحلة البحث عن الأسباب « الحقيقية والمسببات المنطقة التي أجبرت جماهير مدينة الرياض المكوث في المنازل أو الذهاب للاستراحات والمقاهي وترك معظم مقاعد المدرجات خالية من الشعارات التي لاتغيب عن المنصات والمنافسات.
وقد لايخفى على الجميع تميز الإدارة الهلالية في التعامل مع الجماهير وتفعيل دور المسؤولية المجتمعية مع بعض فئات المجتمع المهمة والغالية من الجمهور الشغوف والعفوي.
وتتميز الادارة الهلالية أيضاً بدعم رابطة المشجعين القوة الزرقاء على كافة الاصعدة وتوفير كل متطلباتها بالمدرجات والاشادة الاعلامية بهم ومشاركتهم «البروفات» في مقر النادي وتكريمهم والحفاوة بهم.
وعلى الرغم من هذا التميز إلا أن هناك سرا وحلقة مفقودة يجب الوصول لها لفك لغز الاحجية الجماهيرية علماً بأن الفريق الهلال الكبير مستمر في تميزه ومستمر في تحطيم كل الأرقام القياسية الممكن تسجيلها في عالم كرة القدم.
ويتوجب على الإعلام المهتم بالشأن الهلال مناقشة العزوف الجماهيري والمشاركة في المحاولة في حل هذه الاشكالية من خلال الوقوف بالمنتصف بين الجماهير والنادي من خلال التواجد مع الجماهير في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً في مساحات منصة (X) والتواجد الرسمي من خلال وسائل الإعلام لايصال صوت الجماهير وهمومهم للإدارة الهلالية.
جميع التقارير الصحفية تؤكد أن الحضور الجماهيري في مدينة الرياض لا يتناسب مع حجم الإنجازات والحضور في المنافسات والأرقام القياسية التي حققها « زعيم قارة آسيا وكبيرها « وإن هذا الحضور الخجول مقارنة بالحضور في المدن والمناطق التي يزورها الهلال خصوصاً في المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية.
أيضاً التواجد في المدرجات في مقر النادي اثناء التدريبات التحضيرية للفريق يعتبر داعماً للنجوم الجدد والعائدون من الإصابة على غرار جماهير معظم الاندية الجماهيرية حول العالم.
قشعريرة
يعتبر الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال من أقوى الفرق الآسيوية، حيث يتميز بتواجد نجوم محترفين قادرين على كسب أي لقاء يخوضه.
ويعتبر المدير الفني جورجي جيسوس الأميز والأفضل من بين المدربين بالسعودية، حيث استطاع استثمار أدواته الفنية ورسم خارطة الهلال الفنية والتي جعل من نجوم الهلال هدافين مهما كانت مراكزهم.
تنوع الأهداف المرسومة فنياً من نجوم الهلال يؤكد جودة العمل الفني للفريق والحضور الذهني للاعبين الأساسيين والاحتياط وحتى اللاعبين العائدين من الاصابة.