ميسون أبو بكر
كما الرياض مدينة الفن والترفيه والفعاليات الرياضية المختلفة، فهي اليوم تفتح ابواب معرضها السنوي للكتاب بعنوان «الرياض تقرأ».
بعد غيابي عامين عن معرض الرياض الدولي للكتاب عدت لأستدلّ طريقي اليه في مقره الجديد بجامعة الملك سعود؛ حيث أرشدني رجل الأمن بالجامعة أنه بالقرب من كلية السياحة والآثار، فبعد جولة رائقة بين كليات مختلفة كان الطريق محفوفا بالشجر على جانبيه والشوارع النظيفة الواسعة التي نظمها اللوحات الإرشادية والمباني الجميلة، وبعد وقت قصير من دخول الجامعة وصلت مقره الذي خصص له مكانا فسيحا بعيدا عن أزمة السير في مقره القديم وصعوبة إيقاف السيارات وبعدها عن مكان المعرض؛ فقد كان التنظيم رائعا وهناك سهولة في إنزال وإركاب الزائرين، وأماكن كثيرة واسعة لمواقف السيارات ثم باصات صغيرة مكيفة وحديثة لنقل الناس من مواقف مركباتهم إلى باب المعرض الرئيسي.
يستقبل الزائرين رقصات فلكلورية لفرق من مناطق المملكة ثم بعض الفعاليات البسيطة قبل أن يرحب بهم شباب وشابات في مقتبل العمر بملابس موحدة وعبارات مشجعة ترحيبية تستقبل الزائرين بمحبة وبهجة وتسهل الولوج لأرض المعرض.
منصات توقيع الكتب لها ركنها الخاص مع لوحات إلكترونية توضيحية للكاتب وعنوان كتابه ودار النشر وهناك تنظيم دقيق لعدم حدوث تدافع من جمهور الكاتب، ثم ترتبت أقسام المعرض ودور النشر ومنصات القنوات الفضائية والدولة الضيف الشقيقة قطر.
نجحت وزارة الثقافة وهيئة الادب والنشر والترجمة لأنسنة هذا الحدث الثقافي الكبير بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وجعله ليس منصات لبيع الكتب فحسب بل متنوع الأنشطة والفعاليات وملتقى للمثقفين من كل مكان.
أصبح معرض الرياض الدولي للكتاب علامة فارقة على خارطة المعارض العربية تتسابق اليه دور النشر من كل مكان ويحرص الادباء والكتاب والإعلاميون على جعله مقهى ثقافي كبير وملتقى للنقاش.
الانسيابية في التنظيم رغم الأعداد الهائلة لزوار المعرض تؤكد على المساعي والجهود الدؤوبة لإنجاح الحدث الكبير، والخبرة التي اكتسبها المعرض الذي استقطب عدد الزوار الأكبر في المنطقة.
لاحظت التنوع في عناوين الكتب ودور النشر كما اقبال الشباب بشكل كبير على كتب تطوير الذات والكتب المترجمة منها، مما جعلني أتساءل عن الحاجة في هذا الزحام الالكتروني والشبابي إلى لفت اهتمام الشباب إلى الأدب والثقافة بشكل اكبر وأعمق.
لكل جيل هوية وتوجه ولكل زمن طابعه ولا شك ان طموح الشباب اليوم يختلف عن أجيال سبقته، وعلى المثقف دور كبير في خلق شعبية من الجمهور كما كانت لشعراء في زمن مضى، وهو الدور المأمول من المثقفين في زمن التقنية. ومعارض الكتب اليوم منصات مهمة وفرص سانحة.
كل معرض كتاب وأنتم بخير.