علي حسين (السعلي)
شاهد صورة جمعت بين صديقتين في عالم التواصل الاجتماعي، صوّرها واستودعها في أرشيفه، تنهَد كثيرا تعطرت دمعة سالت على خده ، مسحها بمنديلها الذي كتب عليه أول حروف اسميهما ، التقط كتابه الأخضر، حشره بين الورق !
أقفل «النت» وأخذ قلما ليكتب نصا قد كتب في أول سطوره.. يا الغرام، يا وردة مثمرة تلعّثم بها الكلام …
انشغل مع حاجاته اليومية، لكن صورتها انحفرت في عينيه، سكنت قلبه، صلّى العشاء والإمام قرأ في الركعتين الأولى آيات من سورة يوسف فيها عن كيد النساء، وسوس له الشيطان لم ينتبه إلا على تسليمة الإمام السلام عليكم …..
نهض سريعا دون أن يكمل، وحين هَمّ بنزع المفتاح من رقبة سيارته، التفت عن يمينه وإذ؛ بدرج هناك عادت به ذاكرته حين كانت سلاف بجانبه ممسكة بيده وراحتها على كفّه الآخر وهي تقول :
لا تخاف ! اهدأ حبيبي ..
نظارتها الشمسية من أطرافها زخرفة فريدة تليق بأنثى حين أوقفت سيارتها قالت : هيا ادخل قبلي ثم إذا وصلت اتصل عليّ ، هزّ برأسه والأماني تغازل قلبه فلما استقر أرسل لها رسالة على منصّة الواتساب مفادها :
الدار أمان، حبيبي غيّري الطرحة التي على رأسك بالسوداء، ثم التقت الروح بالروح ونبضات القلب ترقص فرحا، قبّلها في كل مكان يستطيع الوصول إليه ، كانت معها قهوتها ومعها كل ما يتعلّق بها، وهي تغلي القهوة، هو ربما وصل في عدد قبلاته لها المئة، حتى قالت مبتسمة له:
- حبيبي شو مالك
- لا شيء فقط اشتقت لك، فاتركيني على راحتي
- انتظر طيّب ، أجهّز القهوة
ذهب من مطبخه عتبانا، ماداً شفتيه أمام أرنبة أنفه وهو يتمتم لها بكلمات أهمها :
- خلاص سأتوقف …. أنتِ لا تحبيني !
ضحكت ووجهها كالقمر في تمامه، وعيناها تضحكان وخداها محمرّ كالرمان … وكلما تقدمت خطوتين ضمها لصدره يريد إسكات روحه تلتفت وشعرها يريد أن يسافر فيتركها ويعود، رشفت قهوتها وبللت لسانه، أخذها وردّها إليها وهما في قِمّة السعادة هنا « رنّ» هاتفه وهو يجيب:
- طيب خلاص أنا عند البيت … يوووه ليه ما قلتِ لي من الأوّل حاضر .. ما بنسى العيش…
أقفل درجه بعد أن حشر نظارتها في قعر مخبأ ، وعاد يكمل مسلسل الطلبات المعتادة ، فتح الباب وضع الأغراض في مدخل البيت لا أحد يستقبله حتى الخادمة تمردت عليهم اقفله ، ذاهبا إلى مقهى منازل الأعمال يلتقي بصديقه هناك إن وجده هذه المرّة
أشار إلى النادل طالبا منه مشروبه المعتاد - شاي بالليمون - فتح هاتفه تصفّح حساباته توقّف عند حسابها
جارة القمر كاتبة في أول منشور لها جديدا قبل دقائق :
غيمة تلك التي سافرت من مطار جدة إلى فرنسا تاركة كل شيء وراء ظهرها لعمّها …
هرول سريعا لمحادثتها ، هي متصلة لكنها لم ترد !
وإذْ باتصال من زوجته اسمها عنده « سيّدة من خارج الزمن « تردد بين الرد وتركه … عاد للمحادثة بينهما كاتبا:
سأنتظر اللقاء يا وداع
واستودع الرحيل قبل اللقاء
حزين أنا للفراق
مفعم بالشوق يا وداع
لا عادت الآيادي ترتجى
وبتّ في ضياع
فردت عليه فورا :
لا شوق ولا وداع
بلا لقاء
حزن كثيراً حين ألغت الصداقة، وحظرته.
سطر وفاصلة
ما يسكن في القلب تترجمه الألسن وتتعطر به الأصابع هكذا هو جنون الغرام حين يتملّك قلب عاشق أو عاشقة تتغيّر ملامح صباحاته ومساءاته فيصبح بين ليلة عين وانتباهتها
مغرم صبابة
الجنون سيدتي:
هو أن تعيش تفاصيل مَنْ تحب
الجنون حبيبتي:
أن تطير كالعصافير تحلّق لتبصر عاشقك مبتسما
يقول لك:
أنت مجنون