عقل العقل
نادي النصر ومنذ استقالة رئيسه ابراهيم المهيدب منذ شهر وهو بدون رئيس، بالمفهوم التقليدي السائد عند الكثيرين من المهتمين بالشأن الرياضي السعودي، وقبله كانت نفس الحالة في نادي الاتحاد باستقالة لؤي ناظر، ولكن في الاتحاد تم حل هذه القضية بسرعة وتم تعيين المهندس لؤي مشعبي، كانت هناك ضجة كبيرة حول استقالة المهيدب وأسبابها وراهن البعض أنه سوف يعدل عن قراره بالاستقالة في حال أصبح لديه صلاحيات واسعة، كما هي الحالة في الفترات السابقة بالأندية السعودية، حيث كان رئيس النادي هو الآمر الناهي بكل أمور النادي وكثير منهم حققوا إنجازات تاريخيّة لأنديتهم وللكرة السعودية بشكل عام، ولكن نحن نمر بحالة تغير شاملة بالرياضة السعودية، ولا يمكن تطوير بعض أوجهها والإبقاء على أشكالها التقليدية، وصدر العديد من اللوائح والقرارات التي تنظم شكل العمل الإداري والتنفيذي والرياضي في أندية الصندوق الأربعة، والتي يمكن أن يبنى عليها لبقية الأندية في الفترة القادمة.
من يطّلع على تلك اللوائح يظهر له أن دور رئيس النادي في هذه الهيكلية مختلفة عن دورها في الماضي، وأنيطت ادارة النادي بكل تفاصليها للرئيس التنفيذي، وهذا ما حدث مع قويدو الايطالي في نادي النصر والذي تعرض لهجوم عنيف واتهامات بأنه هو السبب في مغادرة المهيدب كرسي رئاسة النصر بسبب ان قويدو هو الذي ممسك بصلاحيات كبيرة، كما تنص عليها اللوائح وليس لها علاقة بشخص او اسم الرئيس، البعض ردد أن رئيس النصر كان يريد تغيير مدرب الفريق وهو على استعداد لدفع المبالغ المترتبة على ذلك، وهذا كما اتضح ليس هو الوضع، فهناك شركة ربحية هي لها القرار النهائي في أمور النادي والرئيس التنفيذي يفترض هو من ينفذ السياسات الاستراتيجية للنادي المقرة من ادارة الشركة، أتفهّم البكائية التي صاحبت تلك الحالة ومغادرة المهيدب للنصر، والسبب أنه لا يريد ان يكون رئيس شركة كما هو حال اي مدير شركة في السوق، عقلية ان يكون الرئيس هو الكل بالكل هو ومن خلفه أو بأمواله فهذه مرحلة قد ولت؛ فالعمل المؤسساتي هو الهدف الحقيقي المستهدف في الأندية الرياضية والذي يفترض أنها تسعي للربحية من خلال أدواتها الاستثمارية.
وللدلالة أن وجود رئيس النادي من عدمه ليست بتلك الأهمية بشكلها النهائي هو أن فريق النصر تحسن مستواه كثيراً وجلب لاعبين محليين وأجانب بدأ تأثيرهم في نتائج الفريق وغير النادي أو لجنته الفنية مع مجلس إدارته الربحية مدرب جديد يحقق الفوز الرابع على التوالي في المسابقات المحلية والآسيوية، البعض يطالب أن تكون في إدارات الأندية وخاصة اندية الصندوق كوادر وطنية مميزة وهذه مطالب مشروعة وليس بالضرورة ان تكون في المراكز القيادية، ولكن على الأقل أن تكون في الإدارات التنفيذية والرياضية والفنية وتستفيد من الخبرات الأجنبية الموجودة في الاندية الأربعة الجماهيرية.