سلمان بن محمد العُمري
أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، أمراً ملكياً باعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية، التي تأتي امتداداً لأعمال خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- الخيرية والإنسانية، وقال -حفظه الله- إن الاستثمار في الإنسان وتنمية ثقافته واعتزازه بهويته، هو نهج دائم سنستمر عليه دائماً بإذن الله، ولأننا نسعى لمواجهة التحديات البشرية واستدامة ازدهار المجتمعات، فإننا نطلق مؤسسة الملك سلمان غير الربحية، متطلعين لإحداث أثر دائم للفرد والمجتمع.
ولاشك أن هذا القرار سيسعد جميع العاملين والمهتمين في العمل الخيري، وهو مشروع يضاف لمراكز وجمعيات ومؤسسات خيرية أسسها -حفظه الله- منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض حيث شهدت الرياض قبل ستين عاماً إنشاء أوائل المؤسسات الخيرية في مدينة الرياض والمملكة العربية السعودية وتوالت فيما بعد لتأتي مؤسسة الملك سلمان غير الربحية واسطة العقد لهذه الأعمال الجليلة، وفي هذا البلد المبارك المعطاء يحظى العمل الخيري والإنساني بعناية فائقة، وفي قائمة المهتمين بهذا الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وهذا الأمر ليس بمستغرب؛ فقد عُرف عنه مواقفه الإنسانية الخيرية لأبناء هذه البلاد وللشعوب الإسلامية والعربية والصديقة حينما تحل بها الكوارث والمحن والأزمات، وكم من لجنة شعبية لدعم الشعوب والدول قد ترأسها، وكم من جمعية خيرية أسسها أو أسهم في دعمها، وشد من أزرها، وعاضد القائمين عليها، وكل هذا يأتي من منطلق واجبات دينية ووطنية، والتزاماً لما أمر الله تعالى به؛ إذ قال: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
وإنني على المستوى الشخصي والوطني لسعيد غاية السعادة بإنشاء هذه المؤسسة الخيرية، وكنت من المطالبين فيها بمقال كتبته وتم النشر في: 3 مارس 2015 الموافق 12 جمادى الأولى 1436 هـ حسب التقويم الهجري.
وطالبت بإنشاء مؤسسة خيرية تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وتُعنى بتأهيل الكوادر العاملة في المؤسسات الخيرية، وتطوير قدراتها، وتقديم الدعم الفني للمؤسسات الخيرية في مجال هيكلة العمل المؤسسي داخل المنشأة الخيرية، وتقديم الاستشارات لهذه المؤسسات، وطالبت أيضاً بإنشاء كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات العمل الخيري، وأن يلحق بإحدى الجامعات السعودية، بهدف تطوير العمل الخيري من خلال الدراسات والبحوث العلمية المتخصصة، وتطويرات قدرات العاملين في الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وتنمية وعي المجتمع بأهمية العمل الخيري، وتبني تراجم الكتب المتخصصة في هذا المجال، ودعم الباحثين والمؤلفين في نشر نتاجهم العلمي الخاص بمجال العمل الخيري، وعقد الندوات والورش المتخصصة في العمل الخيري.
والحمد لله رب العالمين أن تحقق المطلوب، وبلادنا تزخر بالعديد من الجمعيات الخيرية؛ فلا تكاد تخلو قرية من القرى-فضلاً عن المدن- من جمعية من الجمعيات، تؤدي أعمالاً خيرية متخصصة في مجال محدد، أو مجموعة من الأنشطة والبرامج، وذكرت فيما مضى بأن المؤسسات الخيرية المتنوعة لدينا، كثيرة وأعمالها متنوعة، والتفاعل معها من قِبل المحسنين، وقبل ذلك المتطوعون الذين نذروا أوقاتهم وأبدانهم في العمل التطوعي، إلا أن العمل الخيري في مجمله يسير على وتيرة الاجتهاد الفردي والحماس الشخصي، سواء على مستوى جمع التبرعات، أو على مستوى الأداء، ويتباين النتائج والعطاء وفقاً لقدرات بعض العاملين، وقد نرى أعمالاً ناجحة وذات مردود إيجابي كبير على الرغم من قلة إمكانية هذه الجمعية، في حين أن هناك جمعيات (كبيرة) في اسمها وكثرة مواردها لكنها قليلة في عطائها وبرامجها، إن لم تكن تنوء بمشكلات إدارية ومالية وخلافات بين العاملين، والمال لا ينقص بعض هذه الجمعيات الخيرية بقدر ما ينقصها الفكر وتطويره، ويسيطر عليها العمل التقليدي الذي لا يرغب بعضهم في تغييره، ودفعه إلى الأمام بشكل يواكب التطور.
ولما عهدناه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-أيده الله-من عناية واهتمام بالعمل الخيري، ومساندته للقائمين عليه، فإني آمل أن يتحقق تطوير العمل الخيري في بلادنا على يد رائد الخير والبر والعطاء، من خلال العديد من الأعمال الإيجابية وتطوير العمل الاجتماعي والخيري وهي إحدى ركائز رؤية 2030 التي يقوم عليها رائد التطوير في بلادنا صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-.