عبدالرحمن خالد تركي بن بصيص
ليست الكتابة الوسيلة الوحيدة للتعبير عن كل ما يعجبك أو لا يعجبك في هذه الحياة، لكنَّها أحد أهم الوسائل وأوثقها؛ لأنك حين تكتب تُلغي خيار المسح، وتستبعد النسيان، وتعوق التراجع عمَّا تقوله وتعتقده؛ لذا ستكون مهتما بالأهم، ويتعاظم ذلك حينما يكون ما تكتبه مشاعًا وعامًا ومتاحًا، لذا سأنتقل إلى ما أود معرفته من تساؤلاتك!
عزيزي القارئ إذا كنت تبحث عن الحقيقة بعين مجردة لا تخضع لأهواء النفس، أو مسايرة دول طامعة، ومنظمات غوغائية، وإعلام موجَّه! عندها ستكون سيد فكرك ومالك عقلك، وخصيم نفسك.
سأبدأ بما عنونت به هذا المقال:
السعودية ليست مجرد قضيتي! إيمانًا مني بأنها أسمى من أن تُختزل في قضية تخص فردًا أو مجتمعًا، فهي رمز لكل ما هو أكبر وأعمق؛ إذ ربطت سيرتها ونهجها بكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
نعم، السعودية ليست قضيتي!
فأنا، كغيري من أبنائها، أجسادًا وأرواحًا نحتشد من أجلها ونضحي بالغالي والنفيس في سبيلها، وفوق ذلك كله نكنُّ حبًا كبيرًا وولاءً عظيمًا لمولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله.
السعودية ليست قضيتي! بل قضية ذلك المعتمر الذي يرى ويشاهد -بأم عينه- حجم الجهود المبذولة لخدمته، وعدد المواطنين الذين انتدبوا من كل بقاع المملكة؛ لتحسين تجربته، وكيف أنهم حملوا المقعدين من المعتمرين؛ ليقبلوا الحجر الأسود!، مع أنهم يتصببون عرقًا في حر الشمس؛ لكي يعيدوه إلى الظل والمكان البارد الآمن ويتحملون الصعاب ليرتاح، والتحديات ليطمئن؛ ليؤكدوا بذلك للعالم أجمع كيف نجحت بلادي في تنظيم الحشود على الأرض من معتمرين وزائرين وحجاج.
كما شاهد العالم نجاح السعودية في إدارة أسراب الطائرات في السماء، ذلك العمل الذي لا يقل صعوبة ومشقة عن إدارة حشود الحجاج والمعتمرين على الأرض.
السعودية ليست قضيتي! وإنما قضية (التوائم السيامية) في العالم الذين يرون في السعودية حلمهم وانتهاء معاناتهم -بتوفيق الله- ليشهد العالم كيف تحملت المملكة تكاليف نقلهم، وتسخير كافة الإمكانات والكوادر الطبية لعلاجهم.
ولو أردنا الإسهاب، لطالت القائمة، ولما انتهى الكلام، ولا نفدت الحروف، ولا اكتفت المشاعر بالتدوين والتذكير.
أيها السادة، إن السعودية ليست مجرد قصة تروى فحسب، بل واقع يراه ويلمسه كل منصف، وأفعال تنهض بها كل فطرة سليمة، وإنصاف يقوله كل إنسان سوي حصيف، أما ما عدا ذلك فهو انتكاس فطري وجحد للحقيقة.
إن السعودية قلب العالم النابض؛ تضخ الحب والتسامح لكل جزء فيه عبر شريان الدبلوماسية، ووريد الخدمة العالمية، ورئة الحكمة التي يتنفس منها كل من يحتاج إليها، ويبصر بها كل من أراد التطور الذي صنعه رائد نهضتنا، وفارس جولتنا، وصائن كرامتنا، وجندي مليكنا المخلص سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وشهدت به أفعاله قبل أقواله.
وتمضي «السعودية» بقيادتها وشعبها نحو المستقبل بخطى ثابتة، وعزيمة واثقة، في حين لا يتحاوز عويل المشردين المأجورين بضعة أمتار من محيطها. وقد شاهد أبناء وطني الهجوم الممنهج والمدعوم من دول ومنظمات تحارب وتعادي بلادنا. وتيقنوا أن قنوات الأرض كلها لو أمطرت كذبًا وتدليسًا، ووظفت من المرتزقة ما لا حصر لهم؛ للمساس بهذا الوطن ونشر الشائعات، ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار فيه، فلن تهتز فيهم شعرة ولاء، ولا يهدم فيهم ذرة وفاء، في كل فئاته المتحصنة بوعيها وحبها، فمن يعشق وطنه وقيادته وهو في حضن أمه، لن يسلم عقله لهؤلاء.
وعطفا على ما سبق فإن السعودية هي قضيتي ولا مجال للوقوف موقف الحياد!؛ فكيف لمن ينعم بالأمن والسلام والرخاء والتقدم ألا تكون السعودية قضيته؟ فهو يدرك أن أي تهاون في هذا الأمر سيؤدي إلى ضياع الأوطان كما نشاهد في المنطقة والعالم.
كل هذه المكتسبات التي تحققت ونراها تتحقق تستحق من الجميع الوقوف صفًا واحدًا؛ للدفاع عنها، والذود عن وطننا بكل قوة. وكلٌ في مجاله ووفق دوره، سواء كان عسكريًا، أو معلمًا، أو موظفًا، أو طالبًا، أو إمامًا، أو إعلاميًا، أو تاجرًا، أو كبيرًا أو صغيرًا، علمًا بأنه لا يوجد في السعوديين صغير. فكل فرد من شرائح المجتمع يقف على ثغرٍ للحفاظ على هذه النعمة التي كانت وما زالت تحيط بنا. ومن لا يدافع عنها أو يتهاون في ذلك، فإنه يفتح للأعداء بابًا للولوج من خلاله.
نعم، سيدي محمد بن سلمان -حفظه الله- هو قضيتي الأولى والثانية والثالثة والأخيرة؛ فهو مستقبل وطننا، وملهم همتنا، وعرّاب رؤيتنا، وقائد التحول الكبير الذي نشهده في مختلف الأصعدة، ولا يشك أحد في حجم تأثيره على الوطن وشعبه وأجياله القادمة.
وختامًا، السعودية هي نبض لكل أهل الأرض!.