عبدالكريم بن دهام الدهام
في كل حدث ومناسبة، يحرص خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - على التأكيد بأن المواطن هو الأساس لعملية التنمية، والمشروعات الحكومية، ومرتكز العمل الوطني ومسيرة المملكة العربية السعودية في التطوير.
هذا الحرص والاهتمام برهنته الأفعال قبل الأقوال، فالمشروعات الحكومية انصبت في اتجاه المواطن، والتوجيهات والأوامر تصدر لما فيه خير للوطن والمواطنين، والعمل الحكومي بكامله يسير في هذا المجال. ما يميُّز التنمية للوطن والمواطن، التي انبثقت عن رؤية ملكية سامية، في مسار رؤيتنا الطموحة 2030، هو أنها تعم جميع الأزمنة، فهي لم تنس الماضي، وتركز على تنمية الحاضر، وتعمل أيضاً الآن من أجل الإعداد للمستقبل.
كما أن التنمية بالرؤية الطموحة السامية 2030، تعم جميع القطاعات، مرَّة نشاهدها في القطاع الصحي، ومرَّة نشاهدها في البنية التحتية وتعزيزها ونمائها، وفي مجال دخل الفرد الشخصي والوظائف النوعية، وحتى في المحافظة على الهوية الحضارية والتاريخية للمملكة، ومبانيها وقلاعها الأثرية، وغيرها من المجالات التي لا يمكن عدّها.
وعلى مدار الأعوام السابقة ومن خلال متابعتي لوسائل الإعلام المختلفة، أتذكر جيداً حجم المشروعات الضخمة التي تم تدشينها، والتي تمَّ العمل عليها، وتم الاحتفاء بإطلاقها، أو بإنجازها، وقامت الوسائل الإعلامية المرئية أو المقروءة بتغطيتها، وتقديم المعلومة عنها، وتسليط الضوء عليها.
كما أتذكر تماماً خطابات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- أيده الله - السامية، والتي لم يكن محور المواطن والتنمية في يوم من الأيام غائباً عنها، بل زخرت في مضامينها توجيهات مبتكرة سبقت عصرها، فيما يختص بجميع المجالات التي ذكرناها.
فخادم الحرمين الشريفين، كان أول من تحدث عن الأمن المائي والغذائي على سبيل المثال لا الحصر، وأطلق توجيهاته السامية في ذلك المجال، كما سبق العالم العربي والكثير من دول العالم بتوجيهاته فيما يتعلق بقطاع الطاقة المتجددة، وتطوير القطاع الصحي، والتخطيط لرياضة المستقبل، والعمل على الرفع من مستوى الاقتصاد الرقمي، ونشر استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي، وترسيخ مبادئ الشفافية والعدالة عبر محاربة الفساد، وجذب الاستثمارات، وتحفيز الصناعات الوطنية، وغيرها أيضاً مما يضيق المجال لذكرها. كما أن الملك سلمان أيضاً، أول من يطلق المبادرات التي تستند إلى التغيير والتطوير في الأمور السياسية والحياتية والاجتماعية والثقافية، ويدرك جيداً ما يدور في عقل المواطن، وما يحتاج إليه كل سعودي وسعودية على تنوع أعمارهم وتوجهاتهم المعرفية والثقافية.
ولذلك نقول دائماً، بأن وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» يحظى بقيادة عظيمة، تعيش بالقرب من شعبها جداً، تتقصى احتياجاته وتعمل على الواقع بتنفيذها، وتقوم بالمحافظة على التوازن في عامة المجالات، وتسعى بكل جهد وعزيمة وإرادة لأن تكون هناك تنمية وتقدم وتطور حضاري وحقيقي بشكل مستدام مستمر في كل المجالات، تسير بخطى ثابتة ومدروسة وواثقة على طريق البناء التنموي والنهوض الاقتصادي.
إننا كشعب عظيم، منحنا الله ملكاً عظيماً، هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -، ومنحنا ولي عهد متطلع عازم وطموح، هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبهما نعتز كسعوديين ونتفاخر، ونأمل ونتطلع في ظل ذكرى البيعة العاشرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - بكل شغف لخير في المستقبل مزهر، لأجيال تتلوها أجيال، ستقف قارئة لتاريخها العريق قراءة واعية، لتبتهج بأفعال سارت بشعب المملكة للمستقبل، بنظرة ثاقبة وقيادة حكيمة.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وأدامه ذخراً للمملكة العربية السعودية وشعبها، وأعاد الأعوام عليه وعلى وطننا حكومة وشعباً بكل الخير والرقي والبركات.