د.عبدالعزيز بن سعود العمر
اعتاد الناس على تصور الليبرالية باعتبارها مفهوماً أو مصطلحاً أدبياً/ سياسياً. أما هنا فسوف نتناول الليبرالية باعتبارها مفهوماً تعليمياً تربوياً.
لقد كان الفيلسوف التربوي الفذ جون ديوي هو أول من ادخل مفهوم الليبرالية في التعليم، تحت عنوان التعليم الليبرالي (Liberal Education)، والليبرالية في التعليم تتضمن أفكاراً فلسفية ومفاهيم تقدمية في التعليم، تؤكد هذه المفاهيم على مبادئ جوهرية رفيعة، مثل الفردانية، والحرية الفردية في اختيار ما يتعلمه الفرد، وكيف يتعلمه وفقا لقدراته الخاصة، كما تؤكد على عدم تعليم الفرد ما لا يجد فيه منفعة وتطبيقاً في حياته اليومية، إضافة إلى ما سبق، تؤكد التربية الليبرالية على احترام حقوق المتعلم، واحترام كينونته وكرامته، وعدم إيذائه جسديا أو لفظيا بعبارات نابية وخادشة للمشاعر، كما تؤكد الليبرالية في التعليم احترام القدرات العقلية للطالب، وذلك بعدم تعليمه أفكاراً ومفاهيم تتجاوز قدرته العقلية، أو نتجاهل مرحلته العمرية.
ومما تؤكده الليبرالية احترام ميول واهتمامات الطالب، فهي لا تفرض على الطالب تعلم ما لا يرغبه وما لا يميل اليه، فالاهتمام والرغبة بحسب الفلسفة الليبرالية هي وقود التعلم والمحفزة له.
انظر في أي تخلف تعليمي وسوف تجد أن تجاهل مبادئ الليبرالية في التعلم كان هو السبب الحقيقي لهذا التخلف.