تغريد إبراهيم الطاسان
بمناسبة يوم المعلم العالمي الذي يصادف الخامس من أكتوبر كل عام، تأتي الاحتفالات بهذا اليوم بطابع خاص له رونقه وأهميته، حيث تُكرم جهود المعلمين والمعلمات ودورهم الحيوي في بناء الأجيال، وذلك تعبيراً عن الاحترام والتقدير لعطاءاتهم المستمرة في تعزيز العلم والمعرفة في المجتمع.
يُعَد المعلم حجر الزاوية في تطوير الأمم ورقيها، فهو الشخص الذي يضع الأسس الصلبة لتكوين الأجيال المستقبلية ومنحها المهارات اللازمة لتبدع وتبتكر وترسم أجمل واقع ومستقبل لأبنائنا الطلاب.
في هذا العام، يحمل يوم المعلم العالمي شعار «تقدير أصوات المعلمين»، وهو شعار يعكس الأهمية الكبرى لسماع آراء المعلمين وإشراكهم في اتخاذ القرارات التي تخص العملية التعليمية. فالمعلمون ليسوا مجرد منفذين للمناهج، بل هم شركاء في تشكيل مستقبل التعليم وتطويره. وبالتأكيد يعزز هذا الشعار فكرة أن تقدير المعلمين لا يقتصر على تكريمهم، بل يمتد إلى الاستماع إلى آرائهم وتجاربهم التي تمثل خريطة الطريق نحو تطوير التعليم.
وفي هذه المناسبة، لا يمكن أن نغفل عن التفاتة مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، الذي يعبر دائماً عن حفاوته وتقديره للمعلم. فقد أكد المجلس في مناسبات عدة على أهمية دور المعلم في المجتمع والحياة ومساهمته الفعالة في تحقيق رؤية المملكة 2030، باعتباره ركيزة أساسية في تطوير التعليم وتحقيق التنمية المستدامة.
تشدد قيادتنا - حفظها الله- دائماً على أهمية تمكين المعلمين وتوفير بيئة تعليمية مناسبة تساهم في تعزيز دورهم الفاعل في العملية التعليمية، بما يتماشى مع هذا الشعار العالمي، وكإحدى أبرز الخطوات التي اتخذتها الجهات المعنية بالتعليم عندنا لدعم أصوات المعلمين، هي فتح قنوات تواصل مستمرة تُمكنهم من المشاركة في رسم السياسات التعليمية. فقد أُطلقت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الكفاءة المهنية للمعلمين، والاستفادة من خبراتهم ومقترحاتهم لتطوير المناهج الدراسية وتحسين بيئة التعليم.
كما تعمل وزارة التعليم على تحسين ظروف المعلمين المعيشية والمهنية، ما يسهم في رفع روحهم المعنوية ويتيح لهم الفرصة للتعبير عن آرائهم بحرية وفاعلية.
وفي يوم المعلم العالمي، تأتي الاحتفالية بالطاقم التعليمي تعبيراً عن الاعتراف بالمكانة العالية التي يحتلها المعلم في المجتمع السعودي، فهذا التكريم يعكس التزام الوزارة بتقديم الدعم اللازم للمعلمين من خلال تحسين ظروفهم المهنية، ويدعم توجه الشعار العالمي نحو تقدير أصواتهم والاستماع لمقترحاتهم التي تسهم في تطوير التعليم بشكل مستدام.
وتحتفي المدارس والمؤسسات التعليمية بهذه المناسبة عبر فعاليات وأنشطة تسلط الضوء على إنجازات المعلمين، مع التأكيد على أهمية الاستماع إلى آرائهم وتجاربهم. فتُقام الندوات واللقاءات التي تركز على دور المعلم في تنشئة الأجيال، إلى جانب تنظيم احتفالات في المدارس تكريمًا للمعلمين، مما يعزز من روح الولاء والانتماء إلى المهنة ويدعم شعار «تقدير أصوات المعلمين».
وفي إطار حرص القيادة السعودية على تعزيز مكانة المعلم، فإنها يُولي اهتمامًا كبيرًا لضمان رفاهية المعلمين من خلال تحسين بيئة العمل وتوفير الأدوات اللازمة لتطوير قدراتهم. يتم كذلك دعم المبادرات التي تشجع المعلمين على الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم، مع أخذ آرائهم بعين الاعتبار عند تطوير السياسات التعليمية.
إن زيارة منا لمدرسة وقضاء يوم فيها. سنلمس حينها أي دور ومجهود يقوم به المعلم مع طلابه يقدم من خلاله العلم والمعرفة صمن مسارات التعليم والتعليم وفق منهجية تربوية ملتزمة بأحدث طرق التدريس وأكثر نفعاً.. بالإضافة لطاقته التي تتحمل الفروق الفردية للطلاب ومحاولة منح كل طالب ما يحتاج من خلال ابتسامة واداء عال تربوي وتعليمي..
ختاماً، يمثل يوم المعلم العالمي فرصة للتأكيد على أهمية الدور الذي يلعبه المعلم في بناء المجتمعات وتطويرها. وتهنئة مجلس الوزراء في هذه المناسبة تعكس رؤية المملكة نحو تمكين المعلمين من القيام بدورهم الريادي في تحقيق الأهداف التعليمية والوطنية.
يبقى المعلم رمزًا للعلم والنور، والشكر له واجبٌ على كل فرد من أفراد المجتمع، فهو من يرسم ملامح المستقبل ويزرع في الأجيال قيم العلم والمعرفة.
في هذا اليوم المميز، نؤكد على أهمية تقدير أصوات المعلمين والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم التي تمثل جوهر تطوير التعليم، ونجدد الشكر والتقدير لكل معلم بذل وقته وجهده من أجل أن يصنع الفرق في حياة طلابه وساعدنا نحن أولياء الأمور في نشأة جيل قادر على تقديم الأفضل في كل مجالات الحياة.