محمد بن عبدالله آل شملان
تمهيد
قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله -: «الترفيه يمثل حاجة إنسانية ومتطلباً اجتماعياً، إضافة إلى كونه يعد نشاطاً اقتصادياً مهماً ومصدراً من مصادر الدخل للدول وللقطاع الخاص، ومحركاً رئيسياً للأنشطة الاقتصادية الأخرى».
- قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -: «إن انشاء صناعة تسلية وترفيه في بلاده يمكن أن يساعدها في سعيها لإنهاء اعتمادها على النفط».
هيئة الترفيه تكسب رهان «الثقة»
يعتبر قطاع الترفيه في المملكة هو القطاع الأضخم الذي نال نقلة غير مسبوقة، حاله كحال المجالات كافة، أشاد به القاصي والداني، الذي أصبحت به المملكة حديث العالم، وجعل من الرياض ومدن السعودية المختلفة محط الأنظار، حيث تضطلع هيئة الترفيه بدور حيوي وكبير في سبيل تنامي الحس الترفيهي والاجتماعي للجميع.
وطوال مسيرة هيئة الترفيه يلحظ المتابعون أنها نجحت بكل براعة واقتدار في جعل الباحثون عن المتعة والمستكشفون للخيارات الترفيهية المميزة وغيرهم في وعاء آمن، بعد أن هيأت له جميع الإمكانيات وفق خطط الرؤية السعودية 2030، عبر خليط من الفن والطرب والتراث والثقافة والسياحة والتنوع والتعايش والمتعة.
من شاهد امتلاء مدرجات الكثير من الفعاليات والأنشطة الترفيهية الكبرى في موسم الرياض، وغيرها من المبادرات التي تقوم عليها الهيئة العامة للترفيه، لا يمكن أن يصدق أن أولئك الباحثين عن المتعة والمستكشفون للخيارات الترفيهية المميزة، تحضر من أجل إشباع رغباتها وأذواقها الترفيهية.
الكثيرون من أصدقائنا الإعلاميين خارج المملكة استغربوا وانبهروا، لكنهم لا يعرفون أن وراء ذلك الحضور والاهتمام خطط وبرامج وإعلام نجحت أيما نجاح، في إرسائها الهيئة العامة للترفيه بقيادة معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ مدعوماً من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي تشرّف بحمل الأمانة، فكان نعم المسؤول المؤتمن، وجسّد ثقة القيادة الرشيدة، بإيجاد أنشطة وفعاليات ترفيهية مميزة، تنعكس نتائجها على الاقتصاد الوطني تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تصعد بنماء الوطن، والأميز أنها صناعة إدارية سعودية خالصة مئة في المئة، بكل آلياتها وأساليبها ومناهجها الاستراتيجية.
وهنا لا يمكن أن ننسى جهود العاملين معه الشباب العمليين، المهندس فيصل بن سعيد بافرط، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه، الذي جعل من ثقة تركي آل الشيخ مساراً نحو إيجاد برامج وأنشطة ترفيهية على درجة عالية من التميز، لا يمكن أن يصنعها سوى «فيصل» نفسه، والأروع أنها شملت كافة مدن ومحافظات المملكة العربية السعودية.
وما أجمل الوفاء!، عندما نسب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، كل ما تحقق ويتحقق من نجاحات استثنائية ومبهرة ولافتة لفعاليات الترفيه؛ ومنها «موسم الرياض»، إلى فضل الله تعالى وتوفيقه ثم توجيهات القيادة، فقال في لقاء تلفزيوني على هامش افتتاح فعاليات معرض الرياض للسيارات، ضمن فعاليات موسم الرياض: «نحن ننفذ توجيهات القيادة والخطة المرسومة لنا منها، وهذا النجاح بفضل الله ثم بفضل توجيهات قيادتنا الحكيمة، من سيوصلنا إلى النجاحات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ونحن كلنا جنود، ماذا يعني أبو ناصر؟، أنا موظف بالدولة».
تحية ملؤها التقدير والاحترام لمعالي المستشار تركي آل الشيخ، وتحية لصقور الترفيه، أولاد وبنات، الذين أفنوا حياتهم العملية يسارعون لخدمة وطنهم بكل إخلاص، وقد فعلوا ذلك، بإبهار صنَّاع الترفيه في الشرق الأوسط والعالم، فلهم كل الشكر والعرفان والتقدير.
وطننا عاصمة الترفيه
رسَّخ «موسم الرياض»، إحدى المبادرات الرائدة لهيئة الترفيه في وطننا، مكانته، وعزَّز دوره في تنشيط العقل السعودي والخليجي والعربي والعالمي على الترفيه، وأعاد شعبية فعل الترفيه على نحو غير مسبوق، في السياق المحلي والخليجي والعربي والعالمي، لنجد آلاف الخيارات الترفيهية المتميزة.. وملايين الباحثين عن المتعة.. وكأن الأمر متعلق في شعبيته في وطننا، وليس أية دولة، خير ترفيه، الذي تضاءلت شعبيتها كثيراً فيما بعد موسم الرياض.
ستتحول العاصمة «الرياض»، هذه المدينة التي لا تنام، إلى مدينة استقبال الفرق الغنائية والرياضية والاستعراضية والأدائية العالمية على اختلافها، وستكتظ عن آخرها بالزائرين والسائحين والمتابعين، ما بين محبين للهوايات المتنوعة، والشغوفين بالرياضات الرقمية، والألعاب الإلكترونية، فضلًا عن الأنشطة الحركية، والألعاب الذهنية، وإعلاميين، ومشجعين من وفود مختلفة، ومن مختلف القارات، سيأتون للاستماع بخيارات الترفيه المستقبلية، التي أصبحت واقعاً في مناطق الموسم المنتشرة في أرجاء العاصمة السعودية الرياض، وهو الحدث الذي شهد متابعة مليونية في الموسم الماضي 2023م تقدَّر بعشرين مليون زائر، وغيرهم الكثير بكل تأكيد خلف شاشات المشاهدة، قياساً بالأعداد الكبيرة التي استوعبتها وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
تحتضن «الرياض» هذه التظاهرة الترفيهية الشاملة والمتنوعة العالمية الكبرى للعام الخامس على التوالي، لكن التأثير يمتد إلى الوطن الخليجي والعربي بل والعالم بأسره، لتعيد الاعتبار للترفيه على طاولة مختلف الفئات المجتمعية على حد سواء، بل وفي عالمه المزدحم بالعديد من الأمور الجامدة والنمطية والمكررة، التي هي في أمسّ الحاجة للاستمتاع بأوقاتهم، وقضاء أجمل اللحظات في خيارات ترفيهية لا محدودة، بأجواء ممزوجة بالاسترخاء، والاجتماعات، والأعمال.
هذا التوالي من نجاح «موسم الرياض» من النسخة الأولى وحتى النسخة الخامسة التي سيتم تدشينها قريباً، تجعلنا لا نبالغ إذا ارتأينا أن وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» أصبح بمثابة عاصمة دائمة للترفيه، وذلك بامتلاكه منظومة واضحة تحفز العقل العربي والخليجي والعالمي على الترفيه المتقدم، حيث أصبح الجمهور المحلي في حالة ترقب وتأهب يومي للبرامج والفعاليات المتنوعة والخيارات التي تتواءم مع مختلف الأعمار والأذواق، والتي تشهد تفاعلاً طبيعياً من المجتمع المحب للفرح والبهجة، فهي عاصمة يمتد إشعاعها الترفيهي إلى سواها.
موسم الرياض 2024
لن يتيح البرنامج «موسم الرياض 2024»، الذي سينطلق في العاصمة في الـ 12 من شهر أكتوبر المقبل، فرصاً استثنائية للسياحة والترفيه فحسب، بل سيشكل تظاهرة لاستمتاع من صنف آخر، هو الاستمتاع بالابتكار والإبداع، ليجتمع أكثر من حسن واحد، في ذلك الوقت، التي تنفرد فيها الرياض باعتدال مناخي، وأجواء صافية ما بين جمال الشتاء، وجمال الإبداع، وجمال الموروث، حيث أعلن معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ عن تفاصيل «موسم الرياض 2024» وفي مؤتمر صحفي تم عقده في منطقة « فيا رياض « إحدى مناطق الموسم، بحضور وسائل الإعلام المحلية والدولية، أعلن آل الشيخ عن 14 منطقة ترفيهية سيشهدها الموسم هذا العام، حيث سيقام الموسم على مساحة أكثر من 7.2 مليون متر مربع، تم فيها إبرام 4200 عقد مع 2100 شركة، 95 في المئة منها محلية، إلى جانب إقامة 11 بطولة عالمية و10 معارض ومهرجانات متنوعة، كما كشف عن توقيع 4200 عقد مع 2100 شركة 95 % منها محلية للموسم وتوسعة عدد من المناطق وإضافة تجارب عالمية جديدة.
المناطق الـ 14 هي من الجمال، فليست منفصلة على الإطلاق عن الموسم، فدوماً شكَّل جمال المناطق باعثاً ومحفزاً للإبداع، وبيئة مثالية وحاضن لوجهات الباحثين عن جماليات الترفيه الممزوج بالاسترخاء، والاجتماعات، والأعمال، وهو أمر ينطبق أيضاً على جهودها التي تدعم السياحة الداخلية، وتتضمن مفاهيم ترفيهية راقية وسياحية رائعة في وطننا، وتشكل أساس مقومات الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بل وحتى الصحية.
تطلعات القيادة
في الذاكرة، هناك أماكن محددة يحتفظ بها الإنسان، لكي تصبح مكاناً خالداً لأجمل الذكريات وأروعها، وفي ذاكرة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، ثلاثة أماكن لأعز ثلاث ذكريات على قلبه: القيادة الرشيدة، والرؤية السعودية 2030، والشعب السعودي والخليجي، وهو ما عبّر عنه بلغة تقطر عذوبة وشاعرية حين قال في برنامج «الحكاية» على فضائية MBC: «سمو ولي العهد سقف طموحه عالٍ، وهذا هو الحافز عندنا، لو قدمنا 100 يكون طموحه 1000، ولو قدمت 1000 يكون طموحه مليون، وهدفنا إرضاء طموحه دائماً»، واستذكر أيضاً آل الشيخ، فقال: «هناك أشياء طلبها منا الأمير محمد بن سلمان، لا بدّ أن نقدمها في وقت معين وبخطة معينة، وعاملين عليها دراسات واستشاريين وعقود ملزمة وصورة كاملة ووزارات داخل وخارج المملكة، وقدمنا خططنا حتى نهاية 2025، وأعطونا ملاحظاتهم وتوجيهاتهم، وطلب منا تقديم خطة عامي 2026 و2027 قبل انتهاء 2023» .
وها هو تركي آل الشيخ ما زال ذلك المواطن الوفي على العهد في خدمة الوطن لجميع هذه الذكريات، فهي راسخة الحضور في قلبه ووجدانه، وما زال المتابعون لنشاطات هيئة الترفيه يطالعون بين الوقت والآخر صدى هذه الذكريات الثمينة، فيما يصدح به عبر وسائل الإعلام، تعبيراً عن عمق حضور هذه الذكريات في قلبه الكبير النبيل، حيث وصف سمو ولي العهد بالشمس، فقال: «هو كالشمس والشمس واحدة، فهو مصدر النور والطاقة والإشعاع، نكتسب منه الدفء والطاقة، فهو شمس هذا الزمان وقائدنا الملهم الذي فتح لنا كل الآفاق، ويريد الأفضل لبلاده دائما، فهو شمسنا، ولن تغيب إن شاء الله».
في السابع من مايو 2016م، بدأ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - ، في ظل متابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -، يفكر بإحداث نقلة ترفيهية في مسيرة المملكة، فتم إنشاء الهيئة العامة للترفيه، ومن خلال ذلك بدأ العمل على أن وطننا يجب أن يكون وجهة عالمية، واليوم وبعد مرور ثمان سنوات، ها نحن نرى المنجزات على نحو الطموحات التي لا حدَّ لها في فكر أمير الرؤية سمو الأمير محمد بن سلمان، حين قال: «ما نمر به اليوم تاريخ لا ينسى وتحد مع الزمن سنجني قريبًا منجزات وأعمالاً لا تخطئها الأنظار»، لينطلق صاحب السمو بعد ذلك في تنفيذ كل الرؤى والأحلام التي جعلت من المملكة وطناً عالمية في الترفيه بجميع معايير العالمية ومقاييسها، عبر تدشين مجموعة من المشاريع الكبرى، ولتصبح نقطة الانطلاق الكبرى تحمل قوة الدفع التي تفتح المزيد من الآفاق، وتوحي بالجديد من الأفكار في سبيل أن يبقى قطار الترفيه في وطننا، سريع لا يهدأ، لا يعرف إلا القوة وتحقيق الهدف.