عبدالكريم بن دهام الدهام
أنا خريج مدرسة ابن الأثير الابتدائية في عرعر عام 1401هـ، ومدرسة سعيد بن المسيب المتوسطة في عرعر عام 1404هـ، ومدرسة ثانوية الملك فهد عرعر 1407هـ.
ومن تعلّم في هذه المدارس وغيرها، من المؤكَّد أنه يعرف المعلمين الأجلاء الذين كان لهم دور عظيم في عملية إثراء وتعميق تجربتنا التعليمية، وتشكيل جزء مما نحمله من شخصية، ومعرفة نواحي القوة والضعف فيها، وعلى الرغم من الفكر التربوي الكلاسيكي في ذلك الحين إلا أنه كان هناك أشبه بالحوار الهادئ والألفة والصداقة والثقة المتبادلة بين الطلاب والمعلمين، واكتساب الخبرات الواسعة والمعلومات المفيدة، حتى خارج اليوم الدراسي.
فمعلم اللغة العربية المربي الفاضل عمر من الجنسية الأردنية في مدرسة ابن الأثير الابتدائية في عرعر، كان لديه القدرة على رفع مستوى الطالب المهمل على نحو لا يوصف، فقد كان عمله كبيراً وشاملاً، وكانت أقوى أجزاء خططه العملية مع «المهملين» زرع روح التحدي والإصرار والمثابرة في نفوسهم، إذ كان في حوزته تأثير على الطلاب لم نكن نلحظه عليه من قبل، ويضيق المجال لذكر بقية المعلمين الذين كانوا معنا، خطوة بخطوة ولحظة بلحظة، على طريق خدمة هذا الوطن العظيم وقيادته الرشيدة بالمعرفة والابتكار والبحث والعمل.
وأتذكّر مدير مدرسة ثانوية الملك فهد في عرعر المعلم خلف بن رشيد الحربي، الذي كان يتميز بطريقة مدهشة بمعالجة المواقف السلوكية الخاطئة بكل ذكاء ولطف، ويجعل الطالب يتراجع عن فعله بكل اقتناع.
كما أتذكّر معلمي اللغة العربية وغيرهم من المواد الأخرى، الذين لا تحضرني أسماؤهم، الذين يرون على طلابهم وجوب مشاركتهم في الإذاعة الصباحية والأنشطة الطلابية المتنوعة؛ كي تصقل مواهبهم وتأتيهم الجرأة والثقة في النفس، كما أتذكر المعلمين طالب النجيدي وخالد القاعد وغنام البدر ومحمد المهاوش وهلال الرويلي وعدنان وماجد المطلق وحسن شتيوي، أطال الله في عمر من كان حيَّاً، ورحم الله من كان منهم ميتاً.
كما أتذكّر المعلمين في حياتي الأسرية وهم والدي ووالدتي - رحمهما الله -، وأختي صيتة، وقبلهم كلهم رسولنا الكريم عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم.
لقد دوّنت اليوم عن هؤلاء المعلمين الذين كانوا عاملاً أساسياً في تحملنا المسؤولية الوطنية في كافة المجالات والميادين بمناسبة اليوم العالمي للمعلم الذي يتزامن مع 5 أكتوبر من كل عام، تثميناً وتقديراً لهم ولكل المعلمين في جميع مدارس مملكتنا الحبيبة الحكومية والأهلية، على كل ما يقدمونه من جهد مخلص وصادق تجاه الوطن وأجياله المتتابعة، فتحية تقدير وعرفان لهم من كل أعماق القلب، على هذا الكم الضخم من الصبر والتحمل من أجل نقل العلم والمعرفة لأبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات.