سطام بن عبدالله آل سعد
تخيل نادي الهلال كناطحة سحاب عملاقة، تشيدت على مر السنين بجهود جبارة وطموحات لا تعرف المستحيل. بمرور الوقت، يرتفع اسم الهلال في سماء الرياضة العالمية، تمامًا كما ترتفع ناطحات السحاب لتلامس الأفق. وكما يتطلب بناء ناطحة السحاب أسسًا متينة وتصميمًا هندسيًا دقيقًا، فإن نجاح الهلال يعتمد على إدارة محنكة، وقدرات استثنائية، وجماهير وفية واعية تشكل دعامة قوية لمسيرته نحو القمة.
فهد بن نافل، والذي يدير مشروع بناء أطول ناطحة سحاب في المملكة والشرق الأوسط، يظهر قدرات إدارية استثنائية تتعدى حدود إدارة المشاريع العقارية لتشمل أيضًا «ناطحة الهلال الرياضية». فهو يوازن بين رؤية استراتيجية بعيدة المدى وتفاصيل التنفيذ اليومي، سواء كان ذلك في تشييد البرج الذي يمثل أيقونة في عالم العقارات أو في قيادة الهلال لتحقيق أمجاد رياضية عالمية.
مشروع البرج ومشروع الهلال يشتركان في كونهما رموزًا للنجاح السعودي. البرج الذي يرتفع فوق أفق جدة يغير معالم المدينة، فيما يغير الهلال معالم الرياضة الآسيوية والعالمية. كلا المشروعين يعكسان طموحات المملكة في التقدم والريادة، الأول يعبر عن التفوق المعماري والاقتصادي، والثاني عن المجد الرياضي الذي يعزز مكانة المملكة في الساحة الدولية.
في سياق الاستدامة، يعمل بن نافل على بناء إرث طويل الأمد لكل من المشاريع التي يديرها. ناطحة السحاب في جدة ليست مجرد رمز معماري، بل جزء من رؤية تهدف إلى دعم الاقتصاد المحلي، جذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل مستدامة تستمر لسنوات عديدة. بالمثل، يهدف إلى تحويل الهلال إلى مشروع رياضي مستدام، وذلك لتحقيق البطولات وبناء منظومة كروية متكاملة تضمن استمرار التفوق والإنتاج على المدى الطويل.
فهم بن نافل العميق للاستدامة يتجاوز حدود الإنجازات الفورية، فهو يدرك أن النجاح الحقيقي يكمن في خلق قيمة طويلة الأمد تتطلب تخطيطًا محكمًا ومرونة في التعامل مع التحديات. سواء كان يقود مشروع ناطحة السحاب أو بناء فريق رياضي عالمي، حيث يسعى دائمًا إلى تأسيس مستقبل قوي ومستدام يعزز مكانة الفريق على المستويين الرياضي والاقتصادي.
الهلال.. قمة لا تغيب، تُبنى بالأمجاد وتُصان بالإرادة. كما تظل ناطحات السحاب شامخة، يبقى الهلال رمزًا للاستدامة في كل خطوة نحو مجد لا يُمحى، وأسطورة تخلدها الأجيال.