صيغة الشمري
بات عنصرا البحث والابتكار محركين أساسيين في اقتصاديات الدول خصوصاً المتقدمة، لذلك برز الاهتمام بالمبتكرين ودعمهم وتحفيز النشء على الابتكار وتقديم ما يفيد البشرية في هذا الجانب. وقد عملت بلادنا على مواكبة هذا المسار الجديد، حيث أطلقت هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، منصة Saudi Minds، التي تمثل نقلة نوعيّة في تنمية وتطوير الأبحاث والابتكارات وتحقيق التقدم العلمي، عبر إنشاء بيئة رقمية متكاملة تدعم الارتقاء بجودة أداء المنظومة البحثية والابتكارية.
المنصة تهتم بإنشاء قاعدة بيانات وطنية ضخمة تمثل مرجعًا لجميع المشتغلين في المجالات البحثية والابتكارية، تقدم معلومات موثوقة حول الباحثين والمبتكرين، ومجالاتهم ذات الصلة بالأولويات الوطنية، وتسهل إمكانية تواصلهم مع الجهات المهتمة بالبحث والابتكار، واستكشاف فرص التعاون، ومنح المسجلين في المنصة الأولوية في الاستفادة من المبادرات والفرص التي تتيحها الهيئة، وهي خطوة جبارة لدعم المبتكرين في مختلف المجالات.
ولأن رؤية السعودية 2030 قائمة على التجديد والابتكار، فإن المنصة تهدف إلى حصر وتصنيف الباحثين والمبتكرين، وتسهيل تبادل المعرفة ونقل الخبرات والتجارب فيما بينهم، وتعزيز الشراكات الفاعلة في البحث والتطوير والابتكار، وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي في مجالات العلوم والتقنية، وتوفير إمكانية عرض الأبحاث والمشاريع المبتكرة وتسهل وصولها إلى التمويل والشراكة، إلى جانب زيادة الشفافية والكفاءة في إدارة البيانات العلمية والتكنولوجية.
وسبق أن اعتمدت المملكة حوكمة جديدة لقطاع البحث والتطوير والابتكار بناءً على أفضل الممارسات العالمية وتشكيل لجنة عليا برئاسة سمو ولي العهد لتمكين نمو وازدهار القطاع، وضمن إطار الهيكلة الجديدة للقطاع تم إنشاء هيئة خاصة لتنمية البحث والتطوير والابتكار، تعمل كممكن ومشرّع ومنظّم ومطوّر للقطاع، اعتماداً على العقل البشري الذي يعد أحد أهم ركائز المساهمة في دعم النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة لأي بلد ومنها المملكة، التي أولت الإنسان جل اهتمامها إيماناً منها بدوره في تحقيق التنمية على أسس منهجية أكثر تطوراً وتنافسية على مستوى عالمي وبما يلبي مستهدفات الرؤية الطموحة وأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة حتى عام 2030 باتجاه تأكيد أهمية إسهام العلوم والتكنولوجيا والابتكار في التنمية المستدامة.