أحمد المغلوث
لا يختلف اثنان على أن السياحة واحدة من أسرع الصناعات تطورا ونموا في مختلف دول العالم، بل إن عديدا منها يعتمد اعتمادا كبيرا على ما توفره السياحة فيها من مردود اقتصادي كبير، بل إنها تسهم في توفير الآلاف من الوظائف لمواطنيها وتسهم أيضا في إيجاد المنشآت السياحية المتميزة والجاذبة لمختلف السياح ومن مختلف البلدان خاصة عندما تقوم الدول بتوفير كل ما يحتاجه السائح من خدمات فندقية راقية وبرامج ومشروعات سياحية وثقافية متنوعة ومواصلات ومركبات وبالتالي سوف يتضاعف النشاط السياحي كما هو معيش الآن في بعض مناطقنا ومحافظاتنا.
والأحساء التي شهدت الأسبوع الماضي استقبال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء والرئيس التنفيذي المكلف لهيئة تطوير الأحساء، حيث اجتمع مع الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية السياحي الأستاذ قصي الفاخري الذي أوضح لسموه أن زيارة الصندوق إلى الأحساء تأتي في إطار جولاتهم حول المملكة للتأكيد على التزام الصندوق بتعزيز فرص الاستثمار في القطاع السياحي، وتقديم الحلول التي تمكن القطاع الخاص ورواد الأعمال من الاستفادة من الفرص الواعدة في المحافظة، مشير إلى أن الأحساء تمتلك إمكانات سياحية كبيرة تجعلها وجهة جاذبة للزوار من داخل المملكة وخارجها، حيث نتطلع إلى مواصلة العمل مع شركائنا في المحافظة وهيئة تطوير الأحساء والأمانة، وشركائنا في القطاع الخاص لتطوير مشروعات نوعية تسهم في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة في واحة الأحساء. وتأتي هذه الزيارة انطلاقا من دور الصندوق في تعزيز الاستثمار في المشروعات السياحية وبناء علاقات قوية مع قادة الأعمال والمستثمرين في القطاع السياحي المتنامي في زمن الرؤية واهتمام القيادة بكل ما من شأنه أن يسهم في تطوير التنمية السياحية في أحساء الخير.
ولا شك كل مشروع سياحي في الأحساء سوف يسهم في خلق فرص عمل متنوعة ومهمة لأبناء الأحساء. فإذا أضفنا إلى أهمية العروض السياحية المعارض الفنية التي تتم جدولتها على مدار شهور العام كما تفعل الدول السياحية الكبرى. وهذا يتحقق من خلال استراتيجية علمية ومهنية تعتمد على خطط سياحية شاملة تعيد النظر في تراكيب وهياكل وتصورات باتت لا تتناسب مع ما تتطلع إليه قيادتنا الحكيمة، وتوجيهاتها المختلفة التي تسعى دائما للتطوير والتنمية وتوظيف السياحة كمصدر ورافد مهم للاقتصاد الوطني والسعي الحثيث لتنشيطه وتفعيله في كل مدن المملكة خاصة التي تتميز بخصائص لا تتوافر في غيرها. ومن الجدير بالذكر فالأحساء وكما لا يخفى على الجميع أنها ومنذ القدم تتمتع بكل العناصر والخصائص التي يتطلع إليها ويهتم بها كل من يخطط لزيارتها.
فالحمد لله باتت في الأعوام الأخيرة تتوافر على عوامل «الجذب» السياحي الذي ينشدها السائح أو حتى الزائر العابر. خصوصا مع وجود مشروع أرض الحضارات في جبل قارة ومشروع «المشقر» الذي سوف يسهم في رفد السياحة والترفيه بالأحساء والفنادق الراقية. إن الغد المشرق للأحساء سياحيا بات معيشا، وبالتالي سوف تصبح السياحة قطاعا إنتاجيا فيها يحرك اقتصاد المنطقة والوطن بصورة فعالة ومنتجة عن طريق دخل اقتصادي متزايد بمشيئة الله.. إضافة إلى أن موقع الأحساء الاستراتيجي كونها تعد البوابة البرية وحتى البحرية إلى دول الخليج الشقيقة. كل هذا وذاك سوف يكون له دور كبير في تطوير السياحة في المنطقة مع تحقيق أهداف التنمية السياحية المستدامة التي أعتمدها قادة العالم عام 2015م في قمة عالمية.. ولا شك أن زيارة (صندوق التنمية السياحي) للأحساء أسعدت الأحساء ومواطنيها خاصة مع اهتمام الدولة ووزارة السياحة ومتابعة معالي وزيرها أحمد الخطيب ودعم الصندوق السياحي الذي قدم وشجع كل فكرة بناءة في الوطن والمشروعات السياحة القادمة في الأحساء وسوف يكون لها دورها التنموي بمشيئة الله.