عبدالله إبراهيم الكعيد
شدَّني المصطلح أعلاه أثناء قراءتي لدراسة عن السعادة والرفاهية مع التقدّم في العمر نقلها موقع العربية نت على الشبكة العنكبوتية. أصدقكم القول أنني (وأنا الكهل) لم أك أعرف بأن هناك بطارية اجتماعية يمكن أن ينتهي شحنها وتحتاج إلى إعادة شحن حتى قرأت ماذا تعني تلك البطارية.
إليكم الحكاية:
في تقرير أعدته أستاذة علم النفس في جامعة روتجرز-نيوارك الحكومية (تخيلوا أن هذه الجامعة تأسست عام 1766)، ما علينا، دعونا مع التقرير الذي أعدته فانيسيا لوبيو حول ما يحدث للكهول مع السعادة، إذ بعد الرصد والمتابعة لعدد كبير من هذه الفئة اتضح أن الأمر يتعلَّق في الغالب بالشخصية، وأن السعداء سيظلون سعداء والمكتئبين سيظلون مكتئبين ما لم يتم تدارك وضعهم بالتشخيص والعلاج مبكراً. حسناً، دعونا نشخّص حالتنا بأنفسنا أقصد الكهول.. شخصياً أجد نفسي أكثر اهتماماً بالحاضر من المستقبل، أي باللحظة التي أعيش فيها ولا أُشغل بالي كثيراً بالتفكير بما مضى أو بما ستأتي به الأيام القادمة تماماً مثلما قال الشاعر الفارسي عمر الخيام في رباعياته التي ترجمها للعربية الشاعر الغنائي أحمد رامي:
لا تشغل البال بماضي الزمان
ولا بآتِ العيش قبل الأوان
وأغنم من الحاضر لذّاته
فليس في طبع الليالي الأمان
حسب الدراسة التي أجرتها الدكتورة كارستنسن (المصدر ذات الموقع) فإن ذلك النمط من التفكير يجعل كبير السن أكثر سعادة وطمأنينة ممن هم أصغر عمراً أولئك الذين يمنون النفس بعدد أكبر من السنين القادمة.
السؤال الذي أطرحه بعد تجارب مختلفة مع الصداقات أو لأكن أكثر دقة، العلاقة مع الآخرين: هل من السهولة على تلك الشريحة (أقصد ممن تجاوزوا الستين) عقد صداقات جديدة مجهولة العواقب؟ وهل تتحمّل مشاعرهم الهشَّة الخذلان بعد رحيل أصدقاء العمر وبقاء ذكرياتهم ومواقفهم خصوصاَ تلك التي يصعب نسيانها؟
الستينيون وغيرهم ممن يكبرونهم سنّاً تعوّدوا على التفاعل مع عدد أقل في علاقاتهم بشكل عام بسبب أنهم يعرفون جيداً كم بقي من شحن بطاريتهم الاجتماعية ويحرصون على ادّخار ما بقي منها للذين يعرفونهم حق المعرفة ويحبونهم أكثر من غيرهم.
ربما قد يكونوا قد تجاهلوا من يحبونهم أكثر بغير قصد منهم. أقصد بالأقرب إليهم. دائرتهم الاجتماعية الأولى. أهل بيتهم. الزوجة، والأولاد والبنات ثم الدائرة الثانية الإخوة والأخوات. الأعمام والعمات. الأخوال والخالات ومن اقترب منهم. ولا يعني هذا الانكفاء والاكتفاء بهم، ولكنهم سيكونون أكثر حرصاً على عدم نفاد بطارياتهم الاجتماعية لصعوبة بناء علاقات جديدة تناسب توجهاتهم وأمزجتهم.