عبد العزيز الهدلق
الرأي العام الرياضي السائد والطاغي حالياً إعلامياً وجماهيرياً لايعبر بأية حال من الأحوال عن واقع رياضتنا ولا عن مشاريعها العالمية، ولاعن القفزات الهائلة التي تعيشها.
فما نراه ونسمعه من خطاب رياضي تتبناه معظم البرامج الرياضية، وكذلك مدرجات الأندية ومشجعوها، مؤسف جداً. فهو خطاب متعصب جداً، لا يخرج عن الوان الأندية. ولا يختلف في ذلك مشجع متعصب أو إعلامي قضى ربع أو نصف قرن في الميدان الإعلامي الرياضي، ودخل معهم للأسف بعض رؤساء ومسؤولي الأندية الذين انجرفوا مع تيار هذا الخطاب في محاولة منهم للعب على عواطف الجماهير. وكسبهم للخروج من أزماتهم التي يعانون منها. وهو نهج قديم لبعض مسؤولي الأندية لإبعاد تهمة التقصير والإخفاق عنهم.
وللأسف مع كل ما تقدمه الدولة، أيدها الله، من دعم كبير ولا محدود للرياضة وللأندية، ومع حضور هذا الكم الكبير من اللاعبين العالميين، واستحواذ الدوري السعودي على اهتمام الجماهير الرياضية حول العالم إلا أن الفكر والثقافة الجماهيرية وكذلك الإعلامية منخفضة جداً، وغير متواكبة مع هذا الواقع المتطور والمذهل للرياضة السعودية.
فلغة التشكيك والطعن في تفوق الفريق المنافس هي لغة الجمهور السائدة، ويعززها قطاع واسع من الإعلام الرياضي غير الناضج وغير المهني! بل أن هذا الإعلام هو الذي يشوه الفكر الجماهيري ويغذيه بأسوأ ما يكون.
فلغة التشكيك هي تصدير إعلام رياضي، وكذلك لغة التعصب، والكذب والتدليس والتضليل. ولم ينج من ذلك إلا ما رحم ربي من إعلام مهني ومتزن، يتصف بالرقي في الطرح، وتحمل المسؤولية أمام مهنته وأمام وطنه ومنجزاته. ولكن يبقى إعلام الضجيج هو صاحب الصوت العالي، وهو الصوت الذي تتبناه كثير من البرامج والقنوات التي لا يحمل القائمين عليها الحد الأدنى من القيم المهنية.
وتتيح بعض البرامج الرياضية الفرصة للمشاهدين للتعبير عن آرائهم في ظهور سريع لثوان، ويقدم بعض هؤلاء المشاهدين طرحاً أرقى بكثير مما يطرحه القابعون في استديوهاتها.
ولا يمكن أن نطالب الجماهير بطرح راقٍ يحترم المنافسة، ويرتقي بالخطاب فيما البرامج تصدر الغثاء من سقط المتاع النقدي.
زوايا
** إعلام الاتحاد غاضب من مدرب فريقه لوران بلان بعد تصريحه الذي أشاد فيه بالهلال، ووصفه بأنه الأقوى في المنطقة، ثم عاد وأكد قوله في لقاء إعلامي آخر.! ولازال هذا الإعلام يوجه النقد القاسي للمدرب رغم تطور الفريق، ويبدو أن ذلك التصريح قد خالف قواعد ثابتة لدى بعض المتعصبين.
** طريقة مشجعي بعض الأندية في صرف الأنظار عن الأخطاء التحكيمية التي تستفيد منها فرقهم هي بالتوجه الجماعي للصياح على أخطاء أو شبهات تحكيمية حدثت في مباريات أخرى!
** فاز النصر في مبارياته الأخيرة في الدوري فهدأت جبهة الهجوم على جويدو ورائد اسماعيل، وانطفأ حريق هاتوا الصلاحيات.!
** من يعترض على إعادة ضربة الجزاء الهلالية أمام الأهلي لا يستحق النقاش كروياً إطلاقاً. فهو دليل على جهل مركب في قانون كرة القدم. الغريب أن من قضى ناقداً ومحللاً في كرة القدم مدة نصف قرن يقول وجهة نظري أنها لاتعاد!! يقولون له هذا قانون، فيرد ولكن وجهة نظري لا تعاد.
** المحلل التحكيمي في البرنامج الرياضي العربي الأول «أكشن مع وليد» سمير عثمان وقع أكثر من مرة في تناقضات تحليلية سببها اتجاهه لمخاطبة عواطف الجماهير بدلاً من قانون كرة القدم، كما يفعل ويعتمد على مواده الكابتن محمد فودة. في ليلة مباراة الهلال والأهلي قدم له مشاهد هلالي ما يؤكد تناقضاته بمقطع فيديو يدين تناقضه بالصوت والصورة!