منال الحصيني
لست ممن يؤمن بالصُدف وأرى أن كل ما يدور من حولنا من أحداث ومواقف هي من مبشّر أو محذر وربما موجّه لنا، وبما أن صفة عدم الكمال قاسم مشترك بيننا كبشر نمرّ بتقلبات مزاجية سيكولوجية بحتة تبعاً لنوع ما نمر به من أحداث.
النفس البشرية متغيرة تبعاً لازدياد أو انخفاض الإيمان ما بين مطمئنة وأمارة بالسوء أو لوامة له. ما يُحدِث نوعاً من الاضطراب الوجداني حيال مرورك بأحد أنواع النفس حينها.
فمن البديهيات المسلّمة أن خاتم الأنبياء هو الرسول محمد - عليه الصلاة والسلام - ولكن هل تساءل أحدنا ما الفارق بين عقول البشرية في تلك الحقبة الزمنية وما نحن عليه الآن؟.
الجواب يكمن أن الرسل جاؤوا بمعجزات خارقة لإقناع البشرية على قدرة الله، بغض النظر عمن صدق بها أو كفر، ففي نهاية المطاف تظل معجزة غالبة على قدرة البشر في تلك المرحلة الزمنية الماضية تفوق علمهم.
لذلك بقيت راسخة عبر السنين في العقول كونها لا تقبل الإنكار، أما عما نحن عليه الآن فالمعجزات تتوسع بقدرة الله، فما كان مستحيلاً بالأمس على البشر أصبح ممكناً الآن.
أصبحنا نرى قدرة الخالق من خلال العلم وتطور وسائله حتى بتنا نرى ذلك رأي العين، فلا مجال للتكذيب أو المماطلة وربما التشكيك.
ففي زمننا الحالي أكاد أجزم بأننا أمام الخوارزميات من خلال محركات البحث إنما نحن أمام رسالة صارمة توقظ بها النفس إن مالت كل الميل.
فلا أرى أنها بذلك تمرّ كصدفة توجهنا أو ترشدنا لما نبحث عنه، كونها من خوارق عصرنا الحالي تعطي كل مّنا حسب احتياجه ومداركه.
والغريب في الأمر لربما كان أحدنا يمر بموقف ما فيأتي بها الله بجواب مُلهم عبر (الخوارزميات). إذاً هل الخوارزميات جاءت محض الصدفة؟!.