د.عبدالعزيز الجار الله
العلا هي إحدى المدن التي مزجت بين السياحة، والرياضة. وأيضا بين التاريخ الموغل بالقدم، والحداثة. فهي تعد من أقدم الحضارات القديمة في كامل الجزيرة العربية التي تشكل المملكة (70 في المائة) من مساحتها حيث يعود تاريخ العلا إلى أزمنة موغلة في العصور الحجرية، وفي الممالك العربية القديمة إلى الألف الأول قبل الميلاد أي (3000) سنة من الآن حضارة مملكة (دادان) أحد أهم المملكة العربية القديمة شمال الجزيرة العربية شمال المملكة العربية السعودية امتد نفوذها إلى خليج لحيان الذي عرف باسم حضارتها التاريخية، واليوم يطلق عليه خليج العقبة الجسم الشمالي من البحر الأحمر في منطقة نيوم، أما لحيان فهي المملكة الثانية للحضارة الدادانية.
اليوم عام 2024 تعيش العلا حياة بنمط مختلف عما عاشته تاريخيا تعيش بزمن الرؤية السعودية التي حوّلت سماء العلا إلى فضاء ليلي نظيف خالٍ من التلوث الضوئي واستثماره وترفيه للسياحة الفلكية، وهذا شكل آخر من استثمار التاريخ، والغوص في أعماقه عبر عين الصقر العلوية التي ترصد مكونات الطبوغرافيا، وترقب حركة النجوم، ومشاهدة الأجرام السماوية.
فقد اختتم مهرجان سماء العلا 2024 بمنطقة المدينة المنورة فعالياته في 6 أكتوبر 2024، في نسخته الثالثة حيث إنطلق المهرجان في 26 سبتمبر، واستمر لمدة عشرة أيام تضمن مجموعة من التجارب والأنشطة تناغمت مع واحة زراعية تحيط بها صحراء الشمال التي تجمع ما بين الجبال التي تشكلت بالرمال وهضاب ومرتفعات حسمى وفوهات حرة عويرض البركانية الخامدة وامتداداتها (المنساحة) كروافد أودية على سهول الواحة التاريخية. حيث تم إبراز مكانة العلا كواحدة من أبرز الوجهات العالمية للسياحة الفلكية. ويمثل هذا النوع من السياحة خيارا مثاليا للراغبين بمشاهدة الأجرام السماوية والظواهر الكونية ضمن بيئة متنوعة وسماء صافية تخلو من التلوث الضوئي.
خلال أيام المهرجان حصلت العلا على إنجاز جديد في:
- المحافظة على البيئة وتراثها وعلاقتها الأزلية بالسماء، حيث تمت تسمية محمية الغراميل ومنارة العلا كأول مواقع للسماء المظلمة في المملكة والخليج، لتسجل العلا التاريخ كرائدة في الحفاظ على سماء ليلية خالية من التلوث الضوئي ومثالية لتأمل النجوم.
- تجسد هذه التسمية التزامات العلا الطويلة الأمد بالحفاظ على الكنوز الطبيعية للسماء والاحتفال بها، مما يجعل المدينة مركزا للاكتشافات العلمية والفضائية في الأعوام القادمة.
كما تضمنت فعاليات المهرجان:
- سلسلة من جولات مناطيد الهواء الساخن التي أخذت محبي الطيران والارتفاعات الشاهقة في رحلات خاصة فوق المناظر الطبيعية الخلابة للواحة القديمة.
- جولات ليلية مميزة لمراقبة النجوم، وجلسات تصوير فلكي، وفرص للاستمتاع بسماء العلا من خلال تجربة «مسار حدائق مداخيل مساء».
- قدمت تجربة «رحلة بين النجوم» فرصة للتعرف على علم الفلك وتفاصيله، وحملت تجربة «نزهة تحت النجوم» ضيوف العلا في رحلة بصرية تضمنت أروع النكهات الاستثنائية.
- احتفى المهرجان بسماء العلا المزخرفة بالنجوم وتضاريسها التي تحتضن تاريخا بشريا يغوص في أزمنة العصور الحجرية وذلك عبر تجارب تأخذ الزوار إلى آفاق جديدة على ارتفاعات تتجاوز آلاف الأقدام.
- شهد المهرجان مجموعة من الحفلات الموسيقية.
- وللضيوف الذين فاتتهم فرصة حضور مهرجان سماء العلا هذا العام، يمكنهم الاستمتاع بفعاليات مهرجان العلا للاستجمام والاسترخاء الذي يقام من 17 أكتوبر إلى 2 نوفمبر.