محمد بن إبراهيم العرف
ينتابني شعور أنه لابد من أن نضع هذه العبارة نصب أعيننا دائماً، في هذه العبارة «هذا الوقت سيمضي» عِبَرٌ كثيرة وأمور عظيمة لابد أن ندركها، هي التي تحمل في طياتها رسائل الأمل والتفاؤل، عبارة بسيطة لكن معانيها عظيمة تستحق أن تكون ملازمة لنا في حياتنا اليومية، فكما قال الإمام الشافعي:
«ولا حزنٌ يدوم ولا سرورٌ
ولا بؤسٌ عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ٍ
فأنت ومالك الدنيا سواء»
الحياة مليئة بالتجارب الصعبة والقاسية سواءً على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو المهني، من الممكن أن يمر الإنسان بالعديد من الصعاب التي يرافقها حزن وألم، ويشعر وأن هذا الوقت لم ولن يمضي وكأن الساعة قد توقفت، تذكر دائماً أنه لا يوجد شي ثابت في هذه الحياة، وأن هذا الوقت سيمضي ويرحل دون رجوع، وسوف تدرك حينها أنك أفرطت التفكير، أو بالغت به.
إن التفكير في كل شيء يجعل منك جثة هامدة تستصعب الأمور، وتحدق النظر إلى ما كان من القدر، حينها أبشر بسلب صحتك وسعادتك من كثرة التفكير الذي لم ولن يحدث أي شيء ولن يغير الأقدار والأمور، لا شك في أن الإنسان بطبيعته يميل إلى الحزن والفرح، لكن لابد من الموازنة بينهما، أن جعل هذه العبارة نصب عينك تجعلك أكثر تقبلاً للأمور الحياتية، وتساهم في تعزيز مبدأ الصبر لديك. عندما نؤمن أن الأوقات كلها سواً سعيدة أو حزينة سوف تكون من الماضي سندرك حينها أن «هذا الوقت سيمضي» وتأتي أحداث من الفرح والحزن لم نكن ننتظرها، تلك هي الدنيا بين فرح وحزن.
في نهاية المطاف هي ليست مجرد عبارة عابرة، بل هي فلسفة حياة تدعونا إلى الصبر والتفاؤل والتوازن في مشاعرنا، هذه حياتنا بين مد وجزر بين هذا، وذاك من مسار إلى مسار لنخلق التحديات ونستغل الفرص، دعونا نتبناها لنصبح أكثر قدرة على التعامل مع الحياة بكل ما فيها.