محمد الخيبري
بعد انطلاق منافسات دورة الألعاب السعودية استطاع نادي الهلال حصد العديد من الإنجازات والميداليات وبزمن قياسي مقارنة بمدة انطلاق الفعالية وعدد الجوائز التي حصل عليها. وحقق الهلال أكثر من 32 ميدالية بين ذهبية وفضية وبرونزية وتصدر الأندية المشاركة بعدد الميداليات الذهبية بواقع 15 ميدالية كأعلى رقم مسجل.
ويعتبر تحقيق فريق كرة الطائرة لذهبية دورة الألعاب السعودية هو الإنجاز الأكبر حالياً من بين الألعاب الجماعية حيث انتصر على الغريم الجغرافي فريق النصر بفوز ساحق وسهل في ختام منافسة اللعبة بواقع ثلاثة أشواط مقابل لا شيء.
وتصدر الفريق الأول لكرة القدم مجموعة في منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة وحل فريق الهلال على رأس قمة دوري روشن السعودي للمحترفين محققاً بذلك المشاركة الأكثر جودة من بين فرق الدوري حيث استطاع الفوز بجميع مباريات الجولات الست الماضية ومحققاً العلامة الكاملة من النقاط.
ومن الموسم الماضي والهلال بقيادة مديره الفني الداهية «جورجي جيسوس» يضرب بيد من حديد ودون تهاون محققاً جميع بطولات الموسم المحلية علماً بأنه أخفق بالبطولة الآسيوية نظراً لظروف النقص الفنية بين صفوفه، ورغم ذلك فهو حاجز مقعده ضمن الأندية المشاركة ببطولة كأس العالم للأندية 2025 بالولايات المتحدة الأمريكية.
وعودة لمنافسات دوري روشن السعودي للمحترفين وبعد ما حقق الهلال الفوز في قمتين من قمم الدوري ومن العيار الثقيل على قطبي المنطقة الغربية فريقي الاتحاد والأهلي.
وبعد الهدوء الذي أعقب تلك العواصف الفنية اكتشفنا أن التأثير الذي صنعه الفوز الهلالي على أشرس المنافسين على الدوري كشف لنا أن هذا التأثير يزداد ويتصاعد وينمو بعد كل إنجاز هلالي.
ومع استمرارية الهلال بتحطيم أرقامه تعلو الأصوات «المنددة» والمشككة بتلك الإنجازات محاولين التأثير سلباً على المسيرة الهلالية.
الهلال استطاع هزيمة الفريق الاتحادي «عميد الأندية السعودية» ثماني مرات متتالية كرقم يصعب تكراره على أي فريق آخر غير الهلال ورغم تلك السيطرة والهيمنة ابتعد البعض عن البحث عن أسباب تلك السطوة وجنح نحو التشكيك المعتاد في أحقية الهلال بهذه الهيمنة.
علماً بأن نادي الاتحاد وعلى مستوى الفريق الأول لكرة القدم مر بمنعطفات فنية أجبرته على التغييرات على مستوى الجهاز الفني والعناصري.
واستطاع الهلال الفوز على القطب الغربي الشرس فريق الأهلي بمباراة صعبة على أرض ملعب إستاد الملك عبدالله في جدة، وبين جماهير الأهلي الغفيرة وعلى الرغم من أن فوز الهلال أتى بكل جدارة واستحقاق إلا أن أصوات التشكيك والتنديد استمرت وعلت بشكل غير مقبول.
فريق الأهلي الذي خرج من منافسة « كأس خادم الحرمين الشريفين » على يد فريق «الجندل» من دومة الجندل المغمور وذو القيمة السوقية التي لا تقارن «بعُشِر» قيمة الأهلي السوقية كان وقع ذلك الخروج وردة الفعل الجماهيرية الإعلامية لا يقارن بخسارة مباراة دورية لا تتجاوز الثلاث نقاط ومن أمام الفريق الأكثر « نجاعة » في قارة آسيا وحامل لقب البطولة.
ردود الأفعال الجماهيرية والتي يقودها « بعض « الإعلام المضاد للهلال هدفها واضح وجلي وهو محاولة «التشكيك» في المكتسبات الهلالية بكل قوة وتهميش الأسباب الحقيقية لإخفاق الفرق المنافسة للهلال، خصوصاً الجماهيرية أو أندية الصندوق.
ردة الفعل الأهلاوية تؤكد لنا أن هناك تراكمات وحساسية مفرطة من الإخفاق أمام الهلال فقط وربط ذلك الإخفاق بعوامل أخرى كالتحكيم ومحاباة اللجان والعمل بمبادئ وتعليمات «نظرية المؤامرة» التي لازمت المنافسات الرياضية بكل موسم.
وعلى الرغم من وجود الأخطاء التحكيمية في معظم المباريات في العالم، وعلى الرغم من اختلافها ومستويات التأثير على مجريات اللقاءات إلا أن الهلال يعتبر من ضمن الفرق التي استفادت وتضررت من تلك الأخطاء وليس الفريق الوحيد الذي استفاد منها كما تقول أجندة نظرية المؤامرة.
لقاء الهلال بالأهلي الأخير احتوى على أخطاء تحكيمية ضد ومع كلا الفريقين وللأمانة لم تكن مؤثرة من وجهة نظري، وذلك لوجود شبه خطأ تقديري اتفق معظم « المحللين » على عدم وجود ضربة جزاء لفريق الأهلي ويصر المنتمون لـ « قلعة الكؤوس » على وجود ضربة جزاء حرم منها فريقهم.
على النقيض من ذلك كان لفريق الأهلي ضربة جزاء صحيحة اتفق على صحتها معظم المحللين في المباراة التي جمعتهم مع النصر، ولكن لم يكن لتلك الضربة والتي خسر الفريق نقاط المباراة تلك الأصداء التي صاحبت مباراة الهلال؛ مما يؤكد أن التعامل مع أحداث مباريات الدوري السعودي على مبادئ نظرية المؤامرة تحديداً ضد الفريق الهلالي.
قشعريرة
احتفل مهاجم فريق الأهلي «جابرييل فيجا» بعد إحرازه الهدف الوحيد في المباراة أمام الجماهير الهلالية محاولاً استفزازها بإيماءات مستخدماً أصبعه بإشارة السكوت.
وعلى الرغم من ذلك تعاملت الجماهير الهلالية بكل احترافية مع تلك الحادثة حيث إنها لم تبد أي ردة فعل عكسية وخارجة عن الروح الرياضية، بل إنها أكدت على ثقتها في فريقها وقدرته على العودة للقاء وتحقيق الفوز وهذا ما حدث فعلياً.
وأعتقد أنه يتوجب على الإدارة الأهلاوية التنبيه على لاعبيها بأن هذه التصرفات قد تنتج أحداثاً لا تحمد عقباها، خصوصاً في المباريات الجماهيرية التنافسية.