خلود الشهراني
هناك علاقة عميقة بين الشعور بالانتماء للوطن وتأثيره على الفرد والمجتمع. إذ يعتبر الانتماء للوطن أساسياً في تعزيز الهوية الوطنية وتعميق الروابط الاجتماعية والثقافية بين أفراد المجتمع، حيث إنّ شعور الفرد بالانتماء لوطنه والتأثر بثقافته وتاريخه وتراثه يُسهم بشكل كبير في تعزيز روح المواطنة الواعية وبناء التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع.
يعتبر الشعور بالوطن وتنمية الثقافة بتاريخه وأمجاده التي حققها وساهمت في بناء الهوية الوطنية للشعب السعودي، وجعلته يحيا ويبرز وجوده بين شعوب العالم بكل فخر واعتزاز، فإذا احتفظ الفرد بتراثه وثقافته، يكون قادراً على تحقيق التوازن بين الحداثة والتقدم والحفاظ على هويته الوطنية والثقافية.
حيث يعتبر الوطن شعوراً عميقاً يتجذر في قلوب الأفراد ويجمعهم تحت راية واحدة تجمعهم وتوحد جهودهم نحو تحقيق التقدم والازدهار. وتجسد روح الوطنية والفخر بالتاريخ والثقافة والعراقة السعودية جوانب مهمة في بناء وتعزيز الهوية الوطنية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي للمملكة العربية السعودية، وقد ساهم هذا الشعور القوي بالوطن في تعزيز التلاحم والتكاتف بين أفراد المجتمع السعودي، وبناء علاقات إيجابية ومثمرة مع العالم الخارجي، حيث تحظى المملكة العربية السعودية بثقافة غنية ومتنوعة تعكس تاريخها العريق وتراثها العتيق.
ومن خلال توظيف هذا التراث والثقافة الغنية، نجد أن الشعب السعودي يبرز ويتألق على المسارح العالمية، ويروج لثقافته الخاصة بكل فخر واعتزاز منذ القدم وحتى وقتنا الحالي، ومؤخراً بمساعدة التطورات المختلفة ومن خلال التنمية الشاملة للثقافة والفنون في المملكة، تمكن الشعب السعودي من إثراء المشهد الثقافي العالمي ببصماته الخاصة وتعبيره المميز.
ويُعتبر التراث في السعودية جزءاً حياً، حيث يتجلَّى ذلك في اللغة والحكايات الشعبية والأزياء والموسيقى التقليدية وتعتبر الفلكلور والأهازيج جزءاً مهماً من ثقافة الشعب السعودي، حيث تعكس هذه الأشكال الفنية الجمالية تراثاً غنياً من التاريخ والتقاليد.
ويسهم الحفاظ على التراث الشعبي في تعزيز الانتماء للوطن والثقافة، ويعتبر ذلك أساساً لبناء المجتمع وتعزيز التفاهم والتعايش السلمي بين أفراده. بالتالي، يجب علينا جميعاً الاهتمام بالثقافة والعمل على توثيقها ونقلها إلى الأجيال القادمة، لكي تظل موروثاً حضارياً يشهد على تاريخ وثقافة الشعب السعودي العريقة.
كما يُلاحظ أن الشعور بالوطن وتنمية الثقافة قد كانا عاملين رئيسيين في تعزيز هوية الشعب السعودي وإبرازه بين شعوب العالم بكامل إشراقته وتألقه. ومن خلال الحفاظ على هذه القيم وتعزيزها، يمكن للمملكة العربية السعودية أن تحافظ على مكانتها المرموقة في المحافل الدولية وأن تعزِّز دورها الإيجابي في تعزيز الفهم والتواصل الثقافي المشترك بين شعوب العالم.
إذ يكمن في هذا الشعور بالوطن والتأثر بثقافته وتاريخه قوة فعّالة في بناء مستقبل واعد ومزدهر للمملكة العربية السعودية، يعكس تراثها العريق وحضارتها المتميزة.