د. حمود بن غزاي الحربي
البيانات المتلاحقة من وزارة الداخلية عن المضبوطات الأمنية في قضايا المخدرات عبر منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية بأنواع وأعداد تفوق الخيال، رسمت لكلِ ذي عقل حجم الكارثة كماً وكيفاً التي تهدد هذه البلاد المباركة من شرقها وغربها وشمالها وجنوبها ووسطها، ودقت ناقوس الخطر الذي يهدد حاضر هذه البلاد ومستقبلها ويستهدف الإنسان الركيزة الأساسية في رؤية 2030م.
كان هذا الخطر واضحاً حاضرا في ذهن صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله فأطلق حملته المشهورة «وطننا أمانة» على سماسرة المخدرات ومروجيها ومستخدميها والتي آتت ثمارها من أول شهر من عمرها وكان لها صداها المؤثر على الجميع داخلياً وخارجياً.
مجلس أهالي الرس ممن تلقى هذه المبادرة الوطنية بالمباركة والتفاعل فعندما التقيت رئيس مجلس الأهالي بالرس سعادة الدكتور عبدالله بن عقيل العقيل في شهر صفر من العام الماضي في ديوانية الأهالي تداولنا الحديث معه أنا والأستاذ محمد الحوشاني عضو مجلس الأهالي والمشرف على الديوانية عن مشاركة مجلس الأهالي في هذه الحملة وبارك هذا الرأي والمقترح ثم تقدمت بالمقترح رسمياً لمجلس الأهالي في اجتماعه يوم الأحد وصدر قرار المجلس رقم 45 /1 وتاريخ 18-2-1445هـ بتشكيل لجنة عليا يشرف عليها رئيس المجلس وأتولى رئاستها لاستكمال الرؤية حول هذا المقترح وفعلا تم ذلك.
مُنذْ ذلك التاريخ وإلى تاريخ 5-3-1446هـ عقدت اللجنة العليا اجتماعات متعددة بحضور المشرف العام وعضوية أعضائها الأستاذ خالد سليمان الحربش أمين اللجنة العليا والأستاذ عبدالله محمد الخربوش عضو وتم بناءً على اجتماعها الأول تشكيل اللجان المنظمة لملتقى وطننا أمانة وتم اختيار مدير تنفيذي للملتقى لديه خبرة كافيةً وتجربة وافيةً في إدارة الملتقيات والمهرجانات في المحافظة وهو الأستاذ ماجد غازي العوفي من إدارة تعليم الرس
ومنذ اللحظة الأولى تم عرض هذه الفكرة بعد تبنيها من مجلس الأهالي على سعادة محافظ الرس الأستاذ حسين بن عبدالله العساف فبارك ودعم هذه المبادرة وتم رفعها لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم حفظه الله المعروف بدعمه وتحفيزه لكل المبادرات الناجحة النافعة فبارك وحفز وشجع ودعم.
بدأنا على بركة الله خطوة خطوة نحو الخامس من ربيع الأول لعام 1446 وهو الموعد المقترح لإقامة هذا المهرجان التوعوي الكبير فتمت مخاطبة رجال المال والأعمال لدعم الملتقى ووجدنا مباركة وتحفيزا وتشجيعاً منهم وأجمعوا على أهميته بعد شرح فكرته لهم فهو امتداد للحملة المباركة التي أطلقها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ثم هو استجابة للدعوة التي وجهتها هيئة كبار العلماء في بيانها الشهير الصادر بتاريخ 26 شوال 1444هـ الموافق 16 مايو 2023 م الذي باركت فيه الحملة التي أطلقها سمو ولي العهد حفظه الله ضد المخدرات ومما جاء في بيانها: وفي ضوء ذلك تشيد هيئة كبار العلماء بالحملة الأمنية المشتركة لمكافحة المخدرات في جميع مناطق المملكة التي يقودها سمو ولي العهد - أيده الله - بالمبادرة والمتابعة والإشراف، حماية لهذا الوطن المبارك في أبنائه وبناته، ومقدساته ومكتسباته. ومما جاء في البيان وهو منطلقنا في هذا الملتقى:
رابعاً: ولأجل ما ذكر نهيب بالجميع بوجوب التعاون مع الأجهزة المعنية على التبليغ عن كل من يروج لهذه السموم القاتلة بيعاً وشراءً وإهداءً واستيراداً، وذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله تعالى به في قوله سبحانه: (وتعاونوا على البر والتقوى).
فرأى مجلس الأهالي الاستجابة لهذا البيان والقيام بهذا الملتقى التوعوي عن خطر المخدرات.
ثم إن هذا الملتقى أيضاً استجابة لبيان مجلس حقوق الإنسان الصادر بتاريخ 15 ذي القعدة 1444 الموافق 4 يونيو2023 حول حملة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظه الله على المخدرات ومما جاء فيه: ودعا مجلس هيئة حقوق الإنسان إلى أهمية تعاون الجميع مع هذه الحملة من أجل المحافظة على سلامة المجتمع وأفراده، وفي مقدمتهم الشباب من أضرار المخدرات، مشيراً في هذا الصدد إلى دور الأسرة الأصيل في حماية أفرادها وتنشئتهم، بصفتها النواة والحاضن الأول، مؤكدًا دعمه الكامل لما تقوم به كافة الأجهزة ذات الصلة في إطار مكافحة هذه الآفة الخطيرة. فقام مجلس الأهالي بدوره بإقامة هذا الملتقى بمبادرة منه ومباركة من سمو أمير المنطقة وفقه الله.
سار الملتقى كما خطط له بفضل الله ووافقت الجهات المشاركة وأهمها الجهات ذات العلاقة هيئة الزكاة والجمارك ومديرية مكافحة المخدرات وبلدية الرس وإدارة التعليم، إذْ المستهدف الأول في هذا الملتقى هو الإنسان طالباً وأستاذا ومرشداً ومديراً وأباً واماً وتم الطلب من جميع الجهات المشاركة عرض تجربتها في مكافحة المخدرات والتوعية بخطرها فتوالت طلبات المشاركة حتى تجاوزت العشرين جهة من القطاعين الحكومي والخاص وغص مركز الأمير سلطان الحضاري بالمحافظة بفعاليات متعددة في ممراته وساحاته ومسارحه شهد الجميع بفعاليتها وأثرها على المدى القريب والبعيد بل تجاوزت الفعاليات مركز الأمير سلطان الحضاري إلى القاعات التعليمية التابعة لإدارة التعليم وقاعات جمعية البر الخيرية بالرس حيث أقيمت ورش العمل والدورات التدريبية للأمهات ولمديرات المدارس والمرشدات الطلابيات وغيرهن ومع هذه الفعاليات المباشرة على الأرض كان الملتقى حاضراً بكل فعالياته في الفضاء فتم تسخير السوشل ميديا لنقل هذا الفعاليات صوتا وصورة وبشكل مباشر بحمد الله.
هذا الملتقى كان حلما في عام 1445هـ فأصبح واقعا في عام 1446هـ يحمل رسالة تقول: «نعم وطننا أمانة وله في قلوبنا مكانة وحصانة».
وبعد عام حافل بالنجاح أثرى هذا الثراء وأعطى هذا العطاء لابد من كلمة امتنان ووفاء وخير الوفاء شكر الله تعالى الذي ذلل الصعاب وسخر الأسباب ثم الشكر لأميرنا المحبوب أمير المبادرات والفعاليات أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز الذي شرفنا في هذا الملتقى وكرم الداعمين والمشاركين كما أشكر محافظ الرس الأستاذ حسين عبد الله العساف فقد كان معنا خطوة خطوة والشكر موصول لسعادة رئيس مجلس الأهالي بالرس الدكتور عبد الله بن عقيل العقيل فقد وقف وقفة تذكر وتُشكر منذ أن كان هذا الملتقى فكرة حتى قطاف الثمرة. ومن أكبر أسباب النجاح لهذا الملتقى الداعمون الذين استشعروا مع مجلس الأهالي خطر المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع فأشكرهم واحداً بعد الأخر وأشكر الجهات المشاركة التي قدمت وأبدعت وأبرزت دورها في حماية المجتمع من خطر المخدرات ثم أشكر نيابة عن اللجنة العليا للملتقى رؤساء اللجان العاملة ومن معهم، والإعلاميين والإعلاميات فلولا الله ثم دعمهم ما كان هذا النجاح الذي رأيناه وبودي شكر كل مشارك باسمه وهيئته وجهته لكن لكل مقام مقال.
** **
- أستاذ الدراسات العليا بجامعة القصيم سابقاً رئيس اللجنة العليا لملتقى وطننا أمانة بالرس