د.عبدالعزيز بن سعود العمر
مسمى وزارة المستقبل (كما اطلقه الدكتور الرشيد رحمه الله) ليس خاصاً بوزارة الطاقة، ولا هيئات او مؤسسات التقنية الوطنية وتطبيقاتها، بل هو خاص بوزارة التعليم، وإذا أردنا تقريب الصورة نقول: إنه إذا كان لدينا في المملكة ثلاثون ألف مدرسة، فإنه يمكننا القول بصورة أخرى أن لدينا 30 ألف منجم و30 ألف بئر نفط غير قابله للنضوب. كل المصادر الطبيعية قابلة للنضوب، ويبقى المصدر البشري فقط معطاءً متدفقاً إلى الأبد. لذا لم يكن أمراً مستغرباً أن تلجأ دول النمور الآسيوية (تايوان - كوريا الجنوبية - سنغافورة - هونج كونج) إلى التعليم، باعتباره البديل الأفضل، لعدم توافر المصادر الطبيعية، فحققت ما حققته من تنمية بشرية مذهلة، وتطور تقني اقتصادي مهول.
اعتمدت النمور الآسيوية على تطوير رأس المال البشري عبر التعليم، خصوصاً التعليم العالي، مما ساعدها في بناء قوة عمل ماهرة تسهم في تعزيز الصناعات التكنولوجية والمعرفية.. ومع مرور الزمن، تحولت النمور الآسيوية من الاقتصادات الصناعية إلى اقتصادات مبنية على المعرفة وعلى التكنولوجيا والابتكار. فعلى سبيل المثال، أصبحت كوريا الجنوبية موطنًا لبعض كبرى شركات الإلكترونيات مثل سامسونج وLG.
أما تايوان فقد أصبحت مركزًا لصناعة أشباه الموصلات والتكنولوجيا الفائقة، في حين طورت سنغافورة نفسها كمركز للابتكار والتمويل العالمي، ما كان لدول النمور الآسيوية أن تحقق ما حققته لولا أنها رأت في التعليم أفضل مورد أو ذراع استثماري. نحن في المملكة العربية السعودية لدينا:
1 - قوة شبابية هائلة (نوعاً وكماً)، لديها من الطموح ما سوف يمكنها من استثمار طاقتها وإبداعاتها (عن طريق التعليم)، لتساهم في تحقيق إنجازات وطنية نوعية، ولدينا أيضا:
2 - خطة (رؤية) وطنية طموحة (2030)، يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يقول سموه في معرض حديثه عن رؤية (2030): إننا نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، ونولي التعليم جل اهتمامنا ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، ونعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع.