نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم في إنقاذ رضيع لم يبلغ من العمر 60 يوماً، وصل المستشفى في حالة حرجة جداً، نتيجة إصابته بتشوه خلقي نادر سبب له الشلل التام ومضاعفات عدة، أبرزها الاستسقاء الدماغي والتهاب السحايا.
ذكر ذلك الدكتور بهاء الدين محسن، استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري رئيس الفريق الطبي المعالج. والذي قال إن الفحص الذي أجرى للطفل فور وصوله للمستشفى أظهر وجود فتحة وشرخ كبير بطول (7) سم أسفل الظهر، وتم على الفور إخضاعه لمزيد من الفحوصات الدقيقة حيث كشفت النتائج أن الرضيع وُلد بتشوه خلقي نادر يُعرف باسم «القيلة النخاعية السحائية»، وهو نوع من السنسنة المشقوقة التي تُصيب العمود الفقري، حيث يظهر الحبل الشوكي وغطاؤه (السحايا)، من خلال فتحة بالعمود الفقري، وقد تؤدي إلى درجات متفاوتة من الشلل ومشاكل بالأمعاء والمثانة، ومضاعفات أخرى تعتمد على شدة الخلل وموقعه، كما أظهرت النتائج وجود تقوس بالعمود الفقري تحت مكان التشوه الخلقي.
وأضاف الدكتور بهاء بأن صعوبة معالجة هذه الحالة تكمن في تأخر وصوله للمستشفى، وإصابته بالتهاب في فتحة الظهر والدماغ، بالإضافة إلى حدوث التهابات بالسحايا والاستسقاء الدماغي وكذلك متلازمة الكياري، وبناءاً على النتائج تم تحويل الرضيع إلى العناية المركزة للأطفال (N.I.C.U)، وإعطائه الأدوية التحفظية والمضادات الحيوية الوريدية، وعقب انتهاء الفريق الطبي من دراسة كافة نتائج الفحوصات، تم وضع خطة علاجية تقتضي التدخل الجراحي لعلاج التشوه الخلقي على عدة مراحل. حيث تم عمل إغلاق جزئي للقيلة النخاعية وتركيب أنبوب لتصريف السائل الشوكي، ومعالجة الالتهاب السحائي أسفل الظهر، تبع ذلك إخضاع الطفل لعملية دقيقة استغرقت ساعتين تحت التخدير العام، وتم فيها تصحيح مسار الأعصاب وتغليف عظام العمود الفقري والنخاع، وإغلاق فتحة الظهر بالإستعانة باستشاريي جراحة التجميل والترميم، الذين بذلوا جهداً كبيراً لتغطية التشوه، من خلال عمل شرائح نسيجية لإغلاق الفتحة المكشوفة بالظهر، وقد واجه الفريق الطبي صعوبة شديدة في إغلاق الفتحة نتيجة تقوس العمود الفقري.
وفي الختام، أكد الدكتور بهاء محسن أن جهود الفريق الطبي المعالج تكللت بالنجاح، إذ تمت السيطرة على مضاعفات التشوه الخلقي الخطيرة ولله الحمد، ومعالجة الالتهابات الدماغية والسحائية، وكذلك إغلاق فتحة الظهر، وخرج الرضيع من المستشفى بعد 3 أسابيع وهو بصحة جيدة، مع وضع برنامج للمتابعة الدورية في العيادة للاطمئنان على وضعه الصحي.