سطام بن عبدالله آل سعد
بعد هزيمة المنتخب الأخيرة أمام اليابان تصاعدت الانتقادات تجاه المدرب مانشيني، ليس فقط بسبب الخسارة، بل أيضًا بسبب تصريحاته المثيرة التي أظهرت عدم استجابة واضحة للمشكلات التي يواجهها الفريق. وفي مواجهة انتقادات حول ضعف الأداء، لجأ مانشيني إلى تبرير أسلوبه بشكل دفاعي مع عدم تقديم حلول عملية للتحديات التي تواجه المنتخب منذ توليه المسؤولية.
انفصال عن الواقع
إحدى التصريحات التي أدلى بها «أن اليابان منتخب قوي ومرشح للتأهل في الصدارة، وأن المنافسة على المركز الثاني ستكون مع أستراليا». هذا التصريح يبدو وكأنه محاولة للتقليل من حجم التحديات التي تواجه المنتخب، مما يعكس انفصالًا عن واقع الشارع الرياضي الذي يطمح إلى تحسن في الأداء ومن ثم التأهل. وفي هذا السياق، تتزايد الضغوط على مانشيني والمنتخب، إذ أصبحت المباريات المقبلة أمام منافسين مثل البحرين وأستراليا حاسمة ومفصلية.
محاولة تهرب
ردود مانشيني على الانتقادات جاءت مثيرة للجدل، خصوصًا عندما أشار إلى مطالب الجماهير السابقة بتغيير طريقة اللعب إلى أربعة مدافعين. فبعد اعتماده هذه الطريقة، عاد ليلوم المنتقدين، قائلًا: «سابقًا طلبتم مني اللعب بأربعة مدافعين، والآن بعد أن لعبت بهذه الطريقة تسألون لماذا ألعب بها؟». هذا النوع من الردود يعكس محاولة التهرب من تحمل المسؤولية المباشرة عن النتائج. فالطريقة التي يلعب بها الفريق ليست مجرد قرار استراتيجي، بل هي نتاج لتقييم المدرب لقدرات اللاعبين وإمكاناتهم على تنفيذ خططه. إذا كان الفريق لا ينجح في تطبيق الخطة، فالمسؤولية تقع في النهاية على عاتق المدرب في تعديل استراتيجياته وتكييفها مع إمكانيات اللاعبين.
هل المال هو السبب؟
كان رده على سؤال صحفي ياباني حول حصوله على مرتب كبير مقابل أداء ضعيف للمنتخب السعودي. رد المدرب قائلاً: «هل تريد معرفة حسابي البنكي؟»، في محاولة واضحة للتهكم والتقليل من أهمية السؤال. هذا الرد يعكس إشكالية أكبر في تعامل المدرب مع النقد، حيث يتجنب مواجهة الأسئلة الجوهرية المتعلقة بأداء الفريق، ويتجه نحو أساليب غير منطقية لا تخدم تحسين مستوى الفريق.
الحصول على راتب كبير يعني أن المسؤولية تتضاعف لتحقيق النتائج المرجوة. المال هنا ليس هو المشكلة، بل هو مؤشر على توقعات عالية من الجماهير والإدارة. عندما يتم دفع رواتب عالية، فإن الانتظار يكون لتحقيق أداء يتناسب مع هذه الاستثمارات الكبيرة، ولا يُعدّ الدفاع المالي مبررًا لأداء ضعيف على أرض الملعب.
هل مانشيني حل أم جزء من المشكلة؟
مانشيني، بصفته مدربًا عالميًا، كان من المتوقع أن يجلب الخبرة والابتكار إلى المنتخب السعودي، ولكن حتى الآن لم يظهر أي تحسن ملحوظ في أداء الفريق. المشكلات التكتيكية والفنية تتكرر في كل مباراة تقريبًا، وما زالت نفس الأخطاء تُرتكب دون حلول واضحة. ردود المدرب الحادة والتبريرات السطحية لا تخفي الواقع الصعب الذي يعيشه المنتخب، وهو أن الفريق لا يحقق النتائج المطلوبة رغم الاستثمارات الكبيرة في اللاعبين والمدرب.
المستقبل على المحك
المنتخب السعودي يمر بمرحلة حاسمة في التصفيات، وتصريحات مانشيني وتبريراته لم تعد كافية لتجاوز الإخفاقات المتكررة. إذا لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة لتغيير النهج الحالي وتحليل المباريات بشكل أعمق، فقد تكون هذه التصفيات من أسوأ التجارب في تاريخ الكرة السعودية.
السؤال الجوهري الآن: هل سيتمكن مانشيني من تعديل مساره وتوظيف إمكانيات الفريق بالشكل الأمثل، أم أن المنتخب سيبقى عالقًا في دوامة الأخطاء؟ الوقت يمضي سريعًا، والفرصة الأخيرة تتطلب قيادة قوية وإبداعية قادرة على تحقيق تطلعات الجماهير واستثمار الأدوات المتاحة بالطريقة الصحيحة قبل فوات الأوان.