د.نايف الحمد
ألقت خسارة المنتخب السعودي أمام الياباني بظلالها على الشارع الرياضي وتركت (غصة) في نفس كل غيور على منتخب الوطن؛ ليس لأنها لم تكن متوقعة، فالجميع يعلم ما يمر به الفريق الوطني من تذبذب في مستواه وما يتعرض له من إشكاليات معقدة، بل لأن الخسارة على أرضه موجعة، وهي الأولى في تاريخ لقاءات الفريقين على الأراضي السعودية.
كثيرون يلقون باللائمة على المدرب الإيطالي مانشيني في أداء المنتخب ونتائجه السلبية التي تتكرر منذ استلامه لمهمة تدريب الصقور الخضر، لكن المشكلة في تصوري أعمق بكثير وأكبر من مسألة إلقاء مسؤولية هذا الإخفاق على طرف دون النظر في اعتبارات أخرى لا تقل أهمية.
من الواضح أن الاستراتيجية التي يعمل عليها الاتحاد السعودي لا توفر المناخ الكافي لنجاح مسيرة المنتخب وبقائه قوياً متطوراً يستطيع تحقيق الإنجازات ويقارع أقوى المنتخبات؛ كما أن الخيارات التدريبية لم تتوافق مع طبيعة الكرة السعودية وخصائص اللاعب السعودي.
لكن ثمة عوائق أخرى أضرت بالمنتخب وأحبطته وكانت عاملاً من ضمن عدة عوامل ساهمت في تراجع الأخضر السعودي البطل؛ وأعني بها تلك الزمرة التي ما فتئت تناصب منتخب الوطن العداء وتقوم على تصنيف لاعبيه بحسب ألوان أنديتهم وتسعى للتقليل منهم في سلوك مشين لا يعكس روح المواطنة أو الإحساس بها.
من حق الجميع أن ينتقد عمل الاتحاد السعودي أو مدرب المنتخب وحتى اللاعبين بأسلوب حضاري وبنقد هادف..
أما التعامل مع اللاعبين بحسب أنديتهم أو استهداف أحدهم كما يحدث مع قائد المنتخب النجم الكبير سالم الدوسري فهو أمر مرفوض ويعبّر عن تعصب مقيت من فئة لم يكن منتخب الوطن ضمن دائرة اهتمامها ولا تنظر له إلّا بعيون ضيقة تنحصر فقط في مصالح الأندية على حساب الوطن وأبنائه المخلصين.
نقطة آخر السطر
لم يكن المنتخب السعودي سيئاً وهو يخسر من الساموراي الياباني الذي يعد أقوى المنتخبات الآسيوية، وأعتقد أن منتخبنا سيتحسن إذا ما وجد المدرب واللاعبون الدعم الكافي..
ومن الواضح أننا سننافس استراليا على المقعد الثاني المؤهل للمونديال عن مجموعتنا، لكن علينا قبل ذلك أن نتجاوز المنتخب البحريني غداً الثلاثاء في موقعة لا تقبل القسمة على اثنين.
ثقتنا بلاعبينا كبيرة ونعلم أن بإمكانهم إعادة الأخضر لمكانه الطبيعي، وواجبنا كجماهير سعودية أن نكون خلف كل من يرتدي هذا الشعار الغالي الذي يعني الشيء الكثير لأبناء هذا الوطن.