د.شريف بن محمد الأتربي
10 أعوام مرت كلمح البصر، كأنها 10 دقائق أو أقل، بويع فيها سيدي سلمان ملكا للمملكة العربية السعودية، لتبدأ معه مرحلة جديدة من مراحل النمو والتطور، مرحلة التفوق والتقدم، مرحلة أبهرت العالم كله، فقد تحقق فيها ما لم تتمكن دول أخرى من تحقيقه على مدار عشرات، بل مئات الأعوام.
سيدي سلمان، لو لم يتحقق أي حلم من أحلامنا معك فيكفينا أننا تعلمنا منكم، تعلمنا منكم فن القيادة، والريادة في الأعمال، تعلمنا منكم التخطيط للمستقبل، تعلمنا منكم الوفاء بالوعود، تعلمنا منكم الحسم والحزم، تعلمنا منكم الود والرحمة، تعلمنا منكم كيف تكون الإنسانية في أعلى صورها، والحكمة في أوج عظمتها وبلاغتها، سيدي لقد تعلم العالم كله من منكم، ليس الآن فقط؛ ولكن منذ عشرات السنين، منذ وطئت قدماك بوابة إمارة الرياض ونحن في دروس مستمرة لكافة جوانب الحياة الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والعلمية.
تمثل فترة حكم سيدي سلمان علامة فارقة في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث تتجلى معالم التطور والنمو في كل أرجائها، لقد شهدنا خلال هذه الأعوام العشرة تحولات جذرية في مختلف المجالات، تعكس رؤية القيادة الحكيمة وحرصها على تحقيق الرخاء والازدهار لهذا الشعب الطيب المعطاء.
تعد رؤية 2030، من أبرز الإنجازات التي تحققت خلال حكم الملك سلمان، هي التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان. تهدف هذه الرؤية إلى تنويع مصادر الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز الاستثمارات في مجالات متعددة مثل السياحة، والتكنولوجيا، والصناعة. لقد أصبحت المملكة مركزا عالميا للاستثمار، مما يجذب الشركات والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.
لم يكن الأمن والاستقرار بمعزل عن حكم سيدي سلمان، ففي ظل قيادته الحكيمة تم تعزيز الأمن والاستقرار في المملكة. لقد واجهت البلاد عديدا من التحديات الإقليمية والدولية، ولكن بفضل الله ثم بفضل حكمته وحنكته السياسية، تمكنت المملكة من الحفاظ على سيادتها وأمنها. كما تم تعزيز التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، مما أسهم في تعزيز الأمن الإقليمي.
نالت الثقافة والفنون نصيبا وافرا من الاهتمام في عهد سيدي سلمان، حيث كان الاهتمام بها اهتماما متزايدا، فتم تنظيم فعاليات ومهرجانات تحتفي بالتراث والثقافة السعودية. لم يأت هذا الدعم لهذه الأنشطة من فراغ، فسيدي سلمان من عشاق الثقافة والتراث، وخلال فترة تولية إمارة منطقة الرياض شهدت المنطقة العديد والعديد من الفعاليات والأنشطة التي تلبي احتياجات المواطن والمقيم في التمتع بما يملكه التراث الوطني من جماليات وإبداعات. إن دعم ملكنا سلمان للفنون يعكس رؤية شاملة للمملكة كدولة حديثة تجمع بين الأصالة والتطور.
من أبرز القضايا التي اهتم بها سيدي سلمان؛ قضايا العدالة الاجتماعية والنساء في المملكة، فحظيت قضايا العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة باهتمام خاص منه شخصيا خلال هذه الأعوام، فتم تعزيز حقوق المرأة، حيث شهدت المملكة تغييرات ملحوظة في تشريعاتها، مما أتاح للنساء المشاركة بشكل أكبر في الحياة العامة والعملية. كذلك، تم تنفيذ مشروعات تنموية طموحة في مختلف المناطق، مما أسهم في تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل.
لم تكن هذه القضايا هي فقط التي نالت اهتمام سيدي سلمان؛ فهناك العشرات من التغييرات التي أحدثها في كل القطاعات مثل التحول الرقمي في الحكومة، وأتمتة الخدمات، وغيرها، كل ذلك غيض من فيض. إن مرور عشرة أعوام على تولي الملك سلمان الحكم هو مناسبة للاحتفاء بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المملكة. لقد أثبتت قيادته أنها قادرة على التكيف مع التحديات وتحقيق الرؤية الطموحة لمستقبل مشرق.
حفظ الله وطننا ومليكنا وولي عهدنا.