عبد العزيز الهدلق
من يحمي لاعبي المنتخب من الإساءات التي توجه لهم؟!
للأسف، منذ سنوات طويلة ولاعبو المنتخب يتعرضون للإساءات والهجوم الشخصي. والانتقاص منهم ومن قيمتهم وقدراتهم كأشخاص وكلاعبين، والتقليل من شأنهم ومن إمكانياتهم، والطعن في أحقية اختيارهم وتواجدهم في صفوف الأخضر، وللأسف أيضاً أن هؤلاء اللاعبين لم يجدوا من يحميهم، ويحافظ على شخصياتهم من الطعن والانتقاص! فكيف ننتظر منهم عطاءاً وإبداعاً وهم يتعرضون لذلك الهجوم والإساءات.!؟ وربما وصل البعض منهم إلى التفكير بعدم الرغبة للانضمام للمنتخب حفاظاً على شخصيته وسمعته الإنسانية والكروية من ذلك الغثاء والإسفاف النقدي، والذي وصل إلى حد اختلاق القصص الوهمية عن سلوكيات مشينة ارتكبها بعض اللاعبين في المعسكرات، وترويج الروايات المكذوبة عنهم بقصد الإساءة لهم وتشويه سمعتهم.
وأمام هذا السيل الهادر من الإساءات للاعبي المنتخب نتساءل: لماذا هذا الصمت من مسؤولي اتحاد الكرة وإدارة المنتخب.!؟ لماذا يقف اتحاد الكرة موقف المتفرج مما يحدث للمنتخب واللاعبين من هجوم سافر وما يتعرضون له من إساءات لا يمكن أبداً أن تقع تحت مظلة النقد.! لا البنّاء ولا الهدّام.! بل استهداف يقصد به تدمير لاعبين وتشويه صورهم بتعمد.
فعلى صعيد الأندية لا يمكن أن توجه تلك الاتهامات والإساءات لنفس اللاعبين لأن هناك مسؤولين في الأندية يدافعون عنهم، ويقفون بقوة وحزم أمام كل متجاوز ومسيء. ولا يجرؤ أولئك المسيئون على توجيه تلك الكلمات «القذرة» للاعبين أثناء تواجدهم مع أنديتهم! ولكنهم يوجهونها بكل بساطة وارتياح عندما ينضمون لمنتخب الوطن الذي يفترض أن تكون حمايته للاعبين أقوى وسوره أعلى. دون أن «يرف» لهم جفن خشية من مساءلة أو حتى تعقيب!
إن لاعبي المنتخب يواجهون أسوأ إعلام حتى قبل أن يلعبوا أي مباراة ! فلكم أن تتخيلوا ما الذي يمكن أن يواجهوه عند الخسارة!؟ فالهجوم يبدأ منذ إعلان المدرب للقائمة حيث تنطلق الإساءات والإسقاطات. أما إذا حدث التعثر فالهجوم سيكون أكبر وأسوأ، ولا يشمل كل اللاعبين، بل يتم انتقاء اللاعبين الذين يتم استهدافهم وفقاً للميول وألوان الأندية.
إن إعلاماً كهذا لا يمكن تصنيفه بإعلام وطني، ولا حتى إعلام مهني. بل إعلام «سقيم» لا يتمتع بأي خصال المهنية، ولا ينتمي للإعلام الأمين والصادق.
وهذا يحتم على المرجعيات الإعلامية التنظيمية الرسمية التدخل لإنقاذ مهنة الإعلام من هؤلاء الدخلاء والمتطفلين، والمسيئين. الذي أساءوا لمهنة الإعلام قبل أن يسيئوا للآخرين.
كما أن على اتحاد الكرة أن يستيقظ، ويمارس دوره في حماية المنتخب واللاعبين من الإساءات التي توجه لهم، وتفعيل الأدوار القانونية في هذا الجانب. فمن لا يردعه أخلاق ولا قيم مهنية يردعه القانون ويضع له حداً.
وما ورد أعلاه لاعلاقة له بالوطنية أوالمساس بها، تجاه أي شخص، فلكل منتمٍ لهذه الأرض مشاعر وطنية عميقة وانتماء كبير لا يمكن مصادرتها أو التقليل منها. ولكن الممارسات التي تحدثنا عنها هي نتاج تعصب أعمى للأندية، غياب الرؤية الموضوعية، وجعل أولئك يفقدون القدرة على التمييز ووضع الأمور في نصابها الصحيح، وتغليب المصلحة العامة، حيث طغت العاطفة للنادي وأعمت الرؤية أمامهم.
زوايا
** بعض الإعلاميين ومنهم من يقود برامج تلفزيونية رياضية: لماذا يقفون ضد المنتخب بهذا الشكل السافر الغريب!؟
** بعض البرامج الرياضية الخليجية عند رغبتها في مهاجمة المنتخب السعودي فهي تستضيف مجموعة من الدخلاء على الإعلام الرياضي السعودي ليقوموا بالمهمة فيجعلون الإساءات للأخضر صادرة من السعوديين أنفسهم !
** يطالبون بتعيين مدرب الهلال خيسوس مدرباً للمنتخب ويرشحون الأستاذ فهد المفرج مديراً للمنتخب كمقترحات لتطوير العمل في المنتخب. رغم أن المنتخب سيتطور لو سلم فقط من استهدافاتهم وسلم اللاعبون من إساءاتهم.!
** حتى مقترحاتهم فيها هدم!
** لم يسلم المنتخب من تشكيكهم واستهدافهم ولم يسلم بعض اللاعبين من الإساءات بحسب الانتماء، فكيف سيكون حجم التشكيك والإساءات والاستهداف إذا كان مدرب المنتخب ومديره هلاليين كما يطالبون الآن!؟
** هناك إعلاميون ونقاد في بعض البرامج التلفزيونية وفي السوشال ميديا انتقدوا أداء المنتخب وهاجموه بقوة، ووصفوا أداء الأخضر بالضعيف والمتردي، في الوقت الذي يقدم فيه أولئك أداءاً نقدياً وتحليلياً أكثر ضعفاً وتردياً.
** كثير من البرامج الرياضية وبرامج البودكاست تخلت عن المهنية الإعلامية الحقيقية واتجهت نحو صناعة الإثارة الممجوجة، بهدف تداول مقاطع تلك البرامج.