عبدالله سعد الغانم
في أحد طلاب الراحل العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- وهو الشيخ الدكتور عمر بن سعود العيد الذي توفي يوم الأربعاء 15-3-1446هـ بعد معاناة مع المرض:
حلَّ القضاءُ وجاء الموتُ والقدرُ
وغاب عنَّا جليلٌ قَدْرُهُ عُمرُ
غاب التقيُّ إمامُ العلمِ ناشرُهُ
شيخُ الصلاحِ وعنَّا غادر القمرُ
بيوتُ ربي لشيخِ العلمِ شاهدةٌ
وفيه طاب جميلُ القولِ والخبرُ
كان الموجهَ للخيراتِ ينصحنا
وصدقُهُ ظاهرٌ ولفظُهُ عَطِرُ
هو المربي لطيفٌ في تعاملهِ
وهو الرحيمُ ومنه الخيرُ منهمرُ
كان المحبَّ لكلِّ الناسِ مُبتدرًا
لنفعهم والوفا في الشيخِ مُزدهرُ
فيه السماحةُ والأخلاقُ راقيةٌ
وهو الوقورُ به كم يأنسُ البصرُ
يدعو إلى الله والإخلاصُ قائدُهُ
وعلمهُ في بقاعِ الأرضِ منتشرُ
نال القبولُ بأهلِ الأرضِ آلمهم
رحيلُهُ نارُ فَقْدِ الشيخِ تستعرُ
بكوه حُزنًا مع الدعْواتِ صادقاتٍ
عسى يزول بها عن ساحهم كدرُ
لم يثنهِ الداءُ عن نشر الهدى أبدًا
وهو الرضيُّ على الأوجاع يصطبرُ
توافد الناسُ إكرامًا لشيخهمُ
فودَّعوهُ ومنهم تُسكبُ العِبَرُ
هذا وفاءٌ وشيخُ العلمِ يحصدُهُ
يومَ الرحيلِ فطاب القطفُ والأثرُ
في الشيخِ عزَّيتُ نفسي والعزا لكمُ
يا أهلَ علمٍ على ذا الفقدِ فاصطبروا
ويا ذويه فصبرًا أنتمُ خَلَفٌ
للشيخِ نِعْمَ العطا والخُلْفُ والثمرُ
اجبرْ مصابهمُ يا ربِّ تأجرهم
سكِّنْ قلوبَهمُ وليرحلِ الضررُ
نوَّرْ على الشيخِ في قبرٍ وتؤنسهُ
وارحمه ربي ففي رحماتك الظَفَرُ
ولتسكنِ الشيخَ عدْنًا ربَّنا فبها
أغلى نعيمٍ وفيها يأملُ البشرُ
للشيخ في القلبِ حبٌّ لن تترجمَه
حروفُ شعري وإني عنه أعتذرُ
** **
تمير - سدير