سهم بن ضاوي الدعجاني
عندما يقول عالم الاجتماع السعودي المعروف الدكتور عبدالله الفوزان: «إن المدارس والجامعات هي المصانع التي تُعد الطلاب للحياة العلمية الواقعية، وتهيئهم ليقودوا دفة الحياة في المستقبل»، هذا الكلام لا جديد فيه على ثقافة وفكر الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري المهموم بشباب الوطن على مختلف شرائحهم العمرية من خلال عمله في هذا المركز الحضاري، الذي يتناغم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 لصناعة جيل يعانق «الوطن الحلم»، ولكن عندما يرفع صوته بنبرته المعروفة محبة لوطنه وحرصاً على أجيالنا القادمة وهو يخاطب المجتمع التعليمي قبل أيام قائلاً: «إن استشعار أهمية الوطن ومكانته والالتفاف حول قيادته من أقوى الوسائل لتعزيز الوحدة الوطنية هي ضمانة حقيقية لتعزيز النسيج المجتمعي وترسيخ قيم التلاحم الوطني فالمواطن الصالح هو القوة الضاربة والمحرك الأساسي الذي يرتقي بوطنه ويسهم في رفع راياته في مختلف الميادين والمجالات».
وهنا تذكرت تلك اللوحات الجميلة التي اختزنتها ذاكرة المجتمع السعودي خلال الأعوام السابقة، من الصور والمقاطع المرئية التي يتحدث من خلالها طلابنا وطالباتنا بتعبيراتهم الشبابية العفوية عن نجاحاتهم وبطولاتهم المستحقة التي حققوها في المسابقات العلمية الدولية وتوثيقها بالصوت والصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد رأينا وسمعنا تفاصيل تلك اللوحات الوطنية التي صنعها شباب وشابات الوطن سواء وهم هناك في المحافل الدولية أو في طريق عودتهم منتصرين ومحققين للوطن إنجازات علمية غير مسبوقة عبر مشاهد انتظارهم أو استقبالهم في صالات القدوم في كل مطارات الوطن الغالي وهم يتوشحون الوطن عشقا وسلوكا، بل أصوات الترحيب بهم وبهن على رحلات الخطوط الجوية السعودية أصبحت جزءا من ثقافة مؤسساتنا الوطنية تجاه أي إنجاز يحقق، مما صنع صورة تحولت إلى «أيقونة» نجاح سعودي، نفاخر بها بين الشعوب والدول، عندما يشارك الطلاب السعوديون في تلك المسابقات العالمية بروح الوطن ويكفي أن تستعرض خارطة مشاعر الفوز للفرق الطلابية على مستوى التعليم العام أو التعليم الجامعي لترى وتسمع قاموساً جديداً يحترم لغة «الإنجاز «والتماهي» مع المستقبل بلغة مختلفة.
السؤال الحلم
متى يصبح «المواطن» قوة ضاربة ومحركا أساسيا يرتقي بوطنه ويسهم في رفع راياته في مختلف الميادين والمجالات؟ ولا شك أن «الإجابة» ستأتي من داخل «المدرسة» عندما تشكل تلك المدرسة الحصن التربوي والمعرفي لأبناء المجتمع وتسود بين عناصرها لغة التناصح والتوجيه والحوار الإيجابي، هنا وهناك فقط يصبح «المواطن» قوة ضاربة يقف خلفها «حراس الوطن» المعلمون والمعلمات الذين يحاورون «الوطن» كل صباح داخل حجرة الصف.