د. محمد بن أحمد غروي
ظهرت المنطقة العربية والشرق الأوسط كمحطة مهمة لجذب للسياح الآسيويين، وتصدرت وجهات السفر في بعض من دول آسيا، وبشكل خاص القادمين من شرق آسيا وجنوب شرق آسيا إلى جانب الهند. وتُظهر الأرقام هذا التوجه الآسيوي المتزايد نحو المنطقة.
وفقًا لبيانات شركة iPinYou الصينية وصلت عدد الرحلات لأكثر من مليوني رحلة من الصين إلى الشرق الأوسط في 12 شهرًا، مع وجود 1.5 مليون حجز مؤكد لستة أشهر مقبلة. ولعل الإقبال الصيني على الوجهات العربية ومنطقة الشرق الأوسط يرجع إلى أسعار تذاكر الطيران المعقولة، ومتطلبات التأشيرة المرنة فهما عاملان رئيسيان يدفعان اهتمام الصين بالشرق الأوسط، مما يجذب السياح الصينيين الذين يسعون إلى الانغماس في التراث الثقافي الغني في المنطق وعلى سبيل المثال زادت أعداد السائحين الصينيين في ماليزيا كنتيجة للعاملين المذكوران بحوالي 190 % هذا العام مع إلغاء تأشيرة الدخول لحاملي الجواز الصيني. كما وأن العلاقات التجارية المتنامية بين الصين والشرق الأوسط ساهمت في ازدهار السياحة، مع إمكانية الوصول لمدن عديدة في المنطقة وزيادة مسارات الطيران.
تقارير لوكالات حكومية أكدت بيانتها بالتسارع المطرد للسياحة خلال عطلة الربيع هذا العام، حيث وصلت أحجام الحجوزات إلى أعلى مستوى لها في أربع سنوات تقريبًا، ومن بين الوجهات الشعبية، برزت دول الشرق الأوسط كواحدة من الوجهات المفضلة الجديدة للمسافرين الصينيين.
ويبرز السياح الهنود كأحد أبرز المسافرين إلى الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي. ومن المتوقع أن تبلغ قيمة سوق السياحة الخارجية الهندية 143.5 مليار دولار سنويًا بحلول نهاية هذا العقد.
ووفقًا لتقرير صادر عن موقعي بوكينج.كوم وماكينزي، يختار 70 % من الهنود الذين يسافرون إلى الخارج وجهات قريبة، ويختار الثلث منهم وجهات في الشرق الأوسط، كما تصدرت المملكة كنقطة جذب سياحية واقتصادية للهند حديث وصل الربط الجوي بين الهند والمملكة وحدها إلى 2.8 مليون مقعد، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 31 %. فيما تشير إحدى وكالات تحليل السفر والرحلات إلى أن الشرق الأوسط هو الوجهة الأولى للهنود للسفر الخارجي، حيث يمثّل ما يقرب من نصف الرحلات الخارجية، يليه جنوب شرق آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا الغربية.
فيما يشكّل السياح الإندونيسيون أحد المصادر الرئيسية للسياحة في بعض البلدان العربية على رأسهم المملكة العربية السعودية، حيث سجلت المملكة 1.5 مليون وافد من إندونيسيا في عام 2023، وهو ما يزيد بنسبة 36 % عن العام السابق. ومن المتوقع أن يصل العدد في العام الجاري إلى 2.2 مليون.
فيما تهدف هيئة السياحة إلى جذب 30 ألف سائح ياباني سنويًا، في إطار خطتها لجذب وزيادة أعداد السياح بالمملكة، كما تهدف إلى استقطاب السياح الصينيين والهنود لجعل المملكة قبلة الزائرين لدول تملك أكبر تعداد سكاني في العالم.
في اعتقادي أن بلادنا أصبحت نقطة جذب عالمية ومع الاستفادة من أسرار جذب الهنود والصينيين واليابانيين من لدن دول الأرخبيل يتمثّل في ما ذكر سابقًا من التكاليف المعقولة وسهولة تأشيرات الدخول، إضافة إلى إحساس الزوار بدفء المكان من خلال دمج ثقافتهم مع الثقافة الأرخبيل من خلال توفر ذات المطاعم التي تلبي ذائقتهم وربط ثقافة الأرخبيل بتلك الدول من خلال التاريخ والفن، فالعديد من سكان الشرق الأوسط لا يستطيع تغيير ذائقته وإن طال السفر، فالربط الثقافي والفني والتاريخي نقطة جوهرية في جذب السياح لبلادنا.