د. إبراهيم بن جلال فضلون
ما يحدث في الرياض حاليا من التنوع الاقتصادي، يعد أهم ركيزة تدعم خطط رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعيدا عن الاعتماد على النفط، وهو ما لا يمكن وصفة، ولم يحدث من قبل، بل ولن يحدث في أي مكان لتسارع الأعمال وسباق الرؤية الزمنى في التنفيذ، رغم أنه صخب حميد تتعالى فيه أصوات آلاف الرافعات المعقدة في ضخامتها والمتمركزة في سماءات العاصمة وسط المشروعات الإنمائية العملاقة، التي تجعل من العاصمة منطقة -تحت المجهر- جاذبة، وكأنها ورشة عمل كبرى وسط كثير من الزخم والمشروعات الإنمائية، لكافة مناشط الحياة وفق تقرير لـ«بلومبرغ»، بأن مشروعات الرؤية 2030 تتخطى حاجز 1.3 تريليون دولار.
إن نمو القطاعين التجاري والصناعي، ونشاط المقاولات خاصة أظهر أكبر سوق للبناء عالميا، حيث حققت الإيرادات غير النفطية ما يصل إلى 50 في المائة قبل الانتهاء من المشروعات الكبرى، فأول نمو للإنتاج الصناعي السعودي في 15 شهرا بدعم ارتفاع «غير النفطي» 8.2 في المائة كان في يوليو الماضي، مما يعني أن النتائج ستكون مضاعفة عند الانتهاء من المشروعات الكبرى،. وتوقع له تقرير «ماكينزي» للاستشارات، أن يصل الإنفاق إلى أكثر من 175 مليار دولار سنويا على المشروعات الضخمة خلال الـ4 الأعوام المقبلة، فيما توقع تقرير «نايت فرانك» أن تكون السعودية أكبر سوق لقطاع البناء في العالم عام 2028.. ليكون عنصرا أساسيا لتحقيق هدف المملكة المتمثل في استقطاب 150 مليون زائر بحلول 2030.
إنها فلسفة جديدة، هي امتداد لما تشهده المنطقة من تطور وازدهار، جعلت من السعودية مركزا استثماريا واقتصاديا عالميا، وأعاد تمركزها في منطقة الخليج والشرق الأوسط، مليء بالفرص الواعدة رغم التحديات الاقتصادية، في هيكل التمويل واستدامته مع التقلبات والتغيرات السوقية وتغيرات الطلب في القطاعات المستهدفة مثل السياحة والعقارات التي قد تؤثر في تلك المشروعات.
إن الغايات العليا التي تستهدفها الرؤية جديرة بفوزها بكأس العالم 2034 على أقل تقدير، مدعومة كذلك بتنوع طبيعتها ومناخها على امتداد مساحتها الكبيرة، حيث تضم المناطق الصناعية والزراعية والصحراوية، ولما تقدمه المشروعات التريليونية العملاقة، كمشروع تطوير الدرعية 236.2 مليار ريال، والقدية 30 مليار ريال، ومشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام 84.3 مليار ريال، ومطار الملك سلمان 108.7 مليار ريال وأفنيوز الرياض 16 مليار ريال، فيما تصل تكلفة مشروع المربع إلى 375 مليار ريال، وحديقة الملك سلمان والرياض الخضراء والمسار الرياضي والرياض آرت البالغة 86 مليار ريال.