سلطان مصلح مسلط الحارثي
بنهاية الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، والتي نتج عنها خروج منتخبنا الوطني بنقطة واحدة، بعد خسارة مؤلمة من منتخب اليابان، وتعادل بطعم الخسارة مع منتخب البحرين، وبأداء ضعيف ومستوى باهت، اتضح للجميع أن كرة القدم السعودية تعاني فنياً، بعدم وجود العناصر المؤهلة للعب في المنتخب السعودي، الذي كان زعيم آسيا، فأصبح أحد منتخبات الوسط بعد أن تجاوزته عدد من المنتخبات الآسيوية.
اليوم، يتحدث الغالبية أن مشكلتنا في مدرب المنتخب الايطالي مانشيني، ولكن هذه المشكلة تعتبر صغيرة جداً، مقارنة بالمشاكل التي تعاني منها كرة القدم السعودية، اليوم نعاني من تخبط وعشوائية اتحاد الكرة، وعدم وضوح الخطط والاستراتيجيات «إن وجدت»، ولذلك لن يكون حل مشاكلنا بإقالة مانشيني، فالمدرب القادم سيحدث تغييراً نفسياً في مباراة أو مباراتين، ولكن سرعان مانعود لمستوياتنا الباهتة، فالعلة أكبر من مانشيني، علتنا اليوم تكمن في أن طموحاتنا عالية جداً، ولكن تلك الطموحات تصطدم بواقع مر، واقع يقول إن اللاعب السعودي بعد أن رُفع عدد اللاعبين الأجانب أصبح حبيسا للدكة، ومن يلعب منهم أساسي فهو مجرد تكملة للعدد، ولم يعد لدينا «نجم» نستطيع أن نراهن عليه، إذا ما استثنينا النجم الأسطوري سالم الدوسري، الذي أصبح وحيداً في منتخب لا يملك عناصر جيدة، وأصبح هدفا لمعتلي الإعلام الرياضي.
مشاكلنا العديدة، تحتاج وقفة صادقة من المسؤولين عن القطاع الرياضي، ومناقشتها بكل وضوح وصراحة، ومعالجتها بشكل يضع منتخبنا في مكانه المناسب، حتى وإن تأخرنا في ذلك، ولم نتأهل لكأس العالم القادمة، فنحن بحاجة لتشكيل منتخب قوي، يستطيع تحقيق كأس آسيا 2027 والتي ستقام على أرض المملكة، وبأدواتنا الحالية، لن نستطيع أن نحقق اللقب الآسيوي، ولا حتى الوصول لدور الـ4، ولذلك يفترض أن نبدأ من الآن، بوضع خطة نعيد من خلالها الأخضر السعودي، ولعل هذا الأمر، يحتاج مختصين من خارج اتحاد الكرة، للإشراف بشكل مباشر على المنتخب السعودي، واقترح أن يقوم بهذه المهمة أسطورة كرة القدم السعودية الكابتن سامي الجابر، ويتم تشكيل لجنة فنية معه، لمناقشة مشاكل منتخبنا، ووضع الحلول المناسبة لعودته، وأتمنى أن يتم تطبيق هذا المقترح بشكل عاجل، فالوقت ليس من صالحنا، وكلما تأخرنا، أصبح وضعنا يتأزم أكبر.
من يحمي نجوم الأخضر من عاهات الإعلام وتعصب الجماهير؟
في كل مرة يخفق فيها المنتخب السعودي، تنبري شريحة من المجتمع والإعلام الرياضي، للإساءة والتشكيك وتوزيع الاتهامات على نجوم المنتخب، دون وجود أي رادع للمتجاوزين.
يحدث هذا على مستوى الجمهور الرياضي الذي أصبح يتعامل مع المنتخب بلون وشعار الأندية، ينتقد لاعب المنافس، ويشيد بلاعب فريقه، وهذا لم يكن يحدث في الفترات السابقة، حيث كان الجميع يصطف مع المنتخب السعودي، داعماً ومؤازراً، يحمل شعار الأخضر فوق عنقه، متمنياً التوفيق لمنتخب وطنه، يسعد بانتصاراته، ويتألم لخسارته، فلماذا تحول المشجع لحالة من التشنج في السنوات الأخيرة؟
السبب بدون أدنى شك، يكمن في إعلام لا يمت للإعلام المهني بصلة، شارك وساهم في إرباك المنتخب السعودي، وكان أحد أدوات الهدم لا البناء، تعامل مع منتخب وطنه من باب الميول، وأثار الجمهور «العاطفي» تجاه نجوم الأخضر، واليوم مع مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح الأمر أكبر وأعظم، خاصة أن المحاسبة في تلك المواقع شبه معدومة، والمتجاوزين وجدوا راحتهم في التشكيك والاتهامات، حتى وصل الأمر للطعن في ذمم بعض اللاعبين! ومع كل أسف، نجد اتحاد اللعبة صامتا ! لا يتحرك تجاه تلك الاتهامات التي تطال نجومنا، مما جعل المتجاوزين يجدون راحتهم، وهذا لا شك أنه يؤثر على لاعبينا وعلى عطاءاتهم في المنتخب، فلماذا يلتزم اتحاد الكرة الصمت على تجاوزات إعلام لا يخاف الله، ولا يملك المهنية، ويتعاطى مع منتخبنا بحسب ألوان الأندية؟
تحت السطر
- سيرحل وربما رحل مانشيني، وسيأتي مانشيني آخر، ولن تُحل معه مشاكل كرة القدم السعودية، مالم نناقش جميع مشاكلنا ونسعى لحلها.
- مشكلتنا الحقيقية تكمن في تفكيرنا، كلما أخفق المنتخب، التفتنا للمدرب وطالبنا بإقالته، ولو سألنا أنفسنا، كم من مدرب «كبير وخبير» مر على كرة القدم السعودية وفشل؟ فهل يُعقل أن الجميع فاشلون والسبب فيهم؟ بالتأكيد لا، ولكننا دائماً نبحث عن أسهل الحلول.
- نطالب منتخبنا أن يحقق طموحاتنا الكبيرة بلاعبين دكة! فعلاً، أطلب المستطاع حتى تطاع.
- أول 12 هدافاً في قائمة هدافي دوري روشن لاعبون أجانب، فهل بعد هذا نسأل: لماذا لا يسجل المنتخب السعودي؟