سهوب بغدادي
غالبًا ما نبحث عن أوجه الشبه ونقاط الترابط Bonding بيننا وبين الآخرين، ونعمل جاهدين على التعريف بأنفسنا للغير آملين أن نعثر أو نتعثّر صدفة بمن يتوافق معنا في مختلف محطات الحياة ونواحيها، فهناك من نجد نقاط الترابط معهم في المدرسة، والجامعة، والعمل، وغيرها من المواطن العديدة، ونظل في أيامنا باحثين، نعم، نبحث عن أنفسنا وانعكاساتنا في الآخرين، قد تكمن نقطة الترابط الابتدائية في أمور بسيطة، كحب هواية أو رواية أو فيلم أو حتى مقولة قصيرة، أيضًا، قد يأتي الترابط وينبثق من الضغينة والبغض والمشاعر السلبية، على سبيل المثال: ارتباط زملاء العمل بعلاقة وطيدة بسبب كرههم للمدير الظالم! فتكون بداية العلاقة بينهم وترابطهم بسبب ذلك الشخص البغيض -حماكم الله- إنه مثال فقط، إلا أنه واقعي ويوجد على أرض الواقع للأسف، بحسب ما يرد في حكايا وشكاوي الموظفين، فيما لا تصنف نقاط الترابط بحسب مدى عمقها أو سطحيتها، فهناك من يترابطون بسبب مساندتهم لقضية كالحفاظ على البيئة مثلاً، في المقابل، نجد البعض يجتمعون على حب شخصية ثانوية في رسوم متحركة، إن نقاط الترابط خفية وكامنة وفي ذات الوقت جلية كوضوح الشمس لمن وجدها، كصداقة الأطفال السريعة في الحديقة وولاء المراهقين لأقرانهم دون غيرهم بسبب فهمهم لهمومهم وتحدياتهم الخاصة بهم ورفضهم مشاركتها مع من يكبرونهم سنًا، فنمضي أيامنا باحثين وتمضي الأيام بنا بلا هوادة، ولكن هل فكرت يومًا في البحث عن نقاط الترابط داخليًا مع ذاتك؟ بلا شك، هناك شخص آخر بداخلك، نجد الطفل الصغير الخائف يقبع في زاوية مظلمة، وتتجلى تصرفات المراهق الثائر تارةً وسكون وتعقّل البالغ تارةً أخرى، مع من تتحدث أغلب الوقت؟ ومن الذي يحركك لاتخاذ القرارات؟ وأي نسخة تهيمن على أفعالك وأقوالك؟ كلها نقاط إما أن تساهم في الاقتراب أم الابتعاد عن نفسك وتحوراتها، وسنقضي هذه الأيام لنعرف ذواتنا لعلنا نكتشف الحقيقة.