خلود الشهراني
الدكتور عبد الرحمن الشبيلي يعد من أبرز الرواد الذين أسهموا بشكل كبير في تطوير الإعلام السعودي، حيث كرّس حياته لتوثيق ذاكرته وتدريب جيل كامل من المذيعين والإعلاميين، رجالًا ونساءً. وُلد في عنيزة بمنطقة القصيم عام 1944، وقضى 75 عامًا في مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، ليصبح واحدًا من أهم الشخصيات المؤثرة في المشهد الإعلامي في المملكة.
بدأت رحلة الدكتور عبد الرحمن الشبيلي الأكاديمية بحصوله على ليسانس في اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1963، ثم تابع دراسته في جامعة الملك سعود ليحصل على بكالوريوس الآداب عام 1965. بعد ذلك، انتقل إلى الولايات المتحدة، حيث حصل على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة كانساس عام 1968، وتوج مسيرته التعليمية بنيل درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة ولاية أوهايو عام 1971.
كان للشبيلي دور كبير في تأسيس إذاعة وتلفزيون الرياض عام 1965، حيث شغل لاحقًا منصب المدير العام للتلفزيون. قدّم العديد من البرامج التلفزيونية الناجحة، من أبرزها برنامج «مؤتمر صحافي»، الذي استضاف فيه شخصيات بارزة مثل الملك فهد حين كان وليًا للعهد، والملك سلمان حين كان أميرًا للرياض، وكذلك برنامج «شريط الذكريات»، الذي وثّق من خلاله شهادات لشخصيات سعودية بارزة.
في كتابه الأخير «مشيناها... حكايا ذات»، الذي صدر قبل وفاته بقليل، سرد الشبيلي ملامح من حياته، حيث استعرض رحلة مليئة بالأحداث والإنجازات. استخدم أبياتًا شعرية لبدء الكتاب تعبر عن فلسفته في الحياة والقدر. ورغم أن الكتاب لم يكشف عن جميع تفاصيل مسيرته السياسية والإعلامية، أشار الشبيلي إلى وجود أسرار وأحداث حساسة فضل عدم الإفصاح عنها احترامًا للأشخاص المعنيين.
شغل الشبيلي عدة مناصب أكاديمية وإعلامية، حيث كان عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، ومديرًا عامًا للتلفزيون السعودي، وعضوًا في مجلس الشورى والمجلس الأعلى للإعلام. كما تقلد مناصب إدارية في وزارة التعليم العالي، وترأس مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة الصحفية. حصل على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة الملك سلمان لخدمة التاريخ الشفوي ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.
خلف الشبيلي إرثًا ضخمًا في مجال الإعلام، حيث ألّف 55 كتابًا تناولت تاريخ الإعلام السعودي وسير الأعلام. من أبرز مؤلفاته: «نحو إعلام أفضل»، «إعلام وإعلام» (جزآن)، «الملك عبد العزيز والإعلام»، «فيصل بن عبد العزيز أميرًا وملكًا»، «المفكر محمد أسد: هدية الإسلام إلى أوروبا»، و»مذكرات محمد الأمين الشنقيطي».