د. عيسى محمد العميري
لقد جاءت التوجيهات من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والمتمثلة في ترسيخ مكانة دولة الكويت على الساحة الدولية لتحقيق الإنجازات المنشودة على أكثر من صعيد. وتلك التوجيهات بدأت منذ تولي صاحب السمو لزمام القيادة وتولي الأمانة التي أخذها على عاتقه، وتوثيق تعاونها مع الشركاء الدوليين والمنظمات العالمية إلى جانب تطوير علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة. وجسدت الزيارات التي قام بها صاحب السمو والتي مثّلت اللبنة الأساسية في هذا البناء الديبلوماسي عمق الاهتمام بتعزيز التكامل مع الدول الشقيقة والصديقة لدفع عجلة التعاون المشترك نحو آفاق أوسع. ومن ناحية مهمة نجد أن الجولة الخليجية البارزة التي بدأت بعد نحو 45 يوماً من تولي سموه -رعاه الله - مقاليد الحكم دلالات زمنية وإستراتيجية وجيوسياسية عميقة إقليمياً ودولياً. وجنباً إلى جنب وعلى صعيد العلاقات مع المحيط العربي والدول الصديقة. شكلت الزيارات التي قام بها صاحب السمو تعزيزاً للعلاقات الثنائية التاريخية وصاحبت الجولات الأميرية المكثفة خلال تلك الفترة توجيهات سامية إلى الحكومة الكويتية بتعزيز أواصر العلاقات الديبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة والارتقاء بأطر التعاون معها في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وترسيخ الدور الإنساني للكويت. وبالإضافة لذلك فإن المسيرة الناجحة تؤكد إيمان دولة الكويت بضرورة تكثيف الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تمكّن من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتغيّرة وتلبي آمال شعبنا، وتعظم المنافع الإستراتيجية والاقتصادية المشتركة فيه. ومن ناحية أخرى نقول بأن مبادرات دولة الكويت قد أسهمت فيها الديبلوماسية الكويتية في وضع البلاد بمكانة رفيعة في مجال العلاقات الدولية، حيث تتعامل بشكل دقيق وإستراتيجي مع الملفات الإقليمية والدولية وتتدخل كوسيط نزيه في النزاعات وتقيم تحالفات إستراتيجية فعَّالة وتدعم مبادرات التنمية الدولية. وعملت الدولة على تعظيم أثر العمل الديبلوماسي الكويتي بشكل مستمر مرتكزة على مفهوم الديبلوماسية الوقائية الذي يشكّل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الكويتية. وبناءً عليه نقول بأن المسيرة الناجحة التي بدأت مع التوجيهات السامية تواصل مسيرتها لترسيخ مكانة دولة الكويت الدولية وتحقيق النهج الإستراتيجي الطموح، والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي