ناهد الأغا
جنباً إلى جنب تطلق المملكة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، حيث أعلنت قبل ذلك «مبادرة السعودية الخضراء»، وهي كسابقتها تدعو إلى رسم خريطة عالمية عنوانها الحفاظ على حياة مستدامة ذات جودة عالية. وكعادتها في صنع المبادرات تقدم المملكة المبادرة المتفردة لصنع الفارق العالمي في حفظ الطبيعة وعناصرها الأساس ألا وهي الإنسان والحيوان والنبات؛ وتكون على أتم الاستعداد لمواجهة تحديات التغير المناخي.
لذا كان زخم المشاركة الدولية كبيراً وواسعاً لتصدر رؤساء وقادة دول وصناع القرار في العالم للعمل على تفعيل تلك المبادرة المعطاء وعمل كل ما من شأنه لإنجاحها، وفي غضون ذلك تحدث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله ورعاه- كلمة رائعة قال فيها: «أنا فخور بالإعلان عن (مبادرة السعودية الخضراء) و(مبادرة الشرق الأوسط الأخضر) وهذه مجرد البداية.. تحتاج المملكة والمنطقة والعالم أجمع إلى المضي قدماً وبخطى متسارعة في مكافحة التغير المناخي؛ وبالنظر إلى الوضع الراهن؛ لم يكن بدء هذه الرحلة نحو مستقبل أكثر خضرة أمراً سهلاً؛ ولكن تماشياً مع رؤيتنا التطويرية الشاملة؛ فإننا لا نتجنب الخيارات الصعبة؛ نرفض الاختيار المضلل بين الحفاظ على الاقتصاد أو حماية البيئة».
الهدف الرئيس من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر وبمعية دول المنطقة هو زراعة 50 مليار شجرة؛ وتعتبر أضخم برنامج لإعادة التشجير في العالم؛ للوصول إلى خفض انبعاثات الكربون والعمل على مكافحة التلوث وإصلاح الأراضي؛ وقد لاقت هذه المبادرة استحساناً دولياً كبيراً من قبل العدد الأكبر من زعماء وقادة العالم؛ ويأتي على رأسها مواجهة التحديات البيئية؛ والوصول إلى النسخة الأفضل لجودة الحياة.
وأعربت المملكة عبر «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» وبالعمل مع الدول العالمية في ذات المجال؛ بأنها قضية إنسانية غاية في الأهمية؛ ويجب إيلاؤها الكثير من الاهتمام فهي قضية مؤرقة ولا يمكن التغافل عنها أبدا.
«مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» بمضمونها سترسم من خلالها المملكة خريطة خضراء تعتزم فيها حماية الأرض والطبيعة؛ وستتولى من خلالها قيادة كافة الجهود الإقليمية للوصول إلى الأهداف العالمية لمكافحة التصحر والتغير المناخي؛ وهذا بدوره سيدعم تحسين جودة الحياة وبالتالي حماية الأجيال القادمة حيث الطاقة النظيفة وإبعاد شبح الآثار الناتجة عن النفط وكل ما يلوث البيئة.
وعقدت المملكة العربية السعودية العزم على قيادة الحقبة الخضراء العالمية القادمة سواء داخل المملكة وخارجها.. حيث ستترأس اجتماع عدد من قادة الدول البارزين في المنطقة والعالم أجمع بهدف تضافر الجهود وتعزيز التعاون لتحقيق جميع الالتزامات البيئية المشتركة.
وبناء على تلك الالتزامات الواردة في «مبادرة السعودية الخضراء» ستقدم المملكة جهودها الكبيرة وجل تعاونها مع الدول المجاورة لمواجهة التحديات المتعلقة بالتغير المناخي، ليس ضمن حدودها فحسب وإنما خارج حدودها أيضا.
ومما يجعل قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» ذات أهداف كبيرة ومتفردة أنها تسعى إلى تشكيل أول تحالف نوعي في المنطقة؛ غايته مكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط؛ وتوفير كل ما من شأنه خلق منصة تجمع بين رأس المال والمعرفة؛ لبلوغ غاية طموحة مضمونها تعزيز الاستثمار وتبادل المعرفة لمواجهة التحديات المشتركة؛ ويأتي على رأسها وضع الأسس المتعلقة بدبلوماسية المناخ؛ وهذا يصب في دعم جهود الإرادة السياسية المطلوبة لإحداث تغيير جذري لحل القضايا البيئية العالقة والحيوية المتعثرة.. وكله لأجل الغاية الأهم والتي عنوانها «كوكب أفضل للبشرية جمعاء».