عبدالمحسن بن علي المطلق
شكر منّي كأحد الحضور لصاحب الاجتماع أخي الفاضل صالح بن علي المطلق، فالمشرف عليه ابنه المُجدّ عبدالإله.
كاد ينطق مني الجنان، وإن استبق اللسان بـ(حيّا) لفيف لقاء، و(بيّا) من شهدهُ، في طليعتهم -المحاضر- أديبنا حمد بن عبدالله القاضي.
ما كان محورها عملاقين المحدّث ذاته من رشّحهما، بحكم معرفتهما من لدنه عن (كثب) هما/ الدكتوران صاحبي المعالي الخويطر عبدالعزيز، والقصيبي غازي.. ونقول (الوزراء) بما أن كل منهما تسنّم أكثر من كرسي وزاري، بالأخص الأخير مع الاحتفاظ بقدر الأول - بالطبع- .. والذي قضى (القاضي) أن يستهّل به الحديث، وبالمناسبة لم يكن عن شهادتهما، ولا حتى شهادة من عرفهما، كما.. وليس عن سيرتهما العملية، أو العلمية، إذ عملا في سلك التعليم (العالي) وإن كانتا تلكما ما لهما من الأهمية بمكان لما تركا من آثار، لم يُعفها أو بصماتها لليوم دثار، بل (المعاملتية).. التي جعلتهما يتنافسان على (حمد) كل من عمل معهما وهنا.. أذكر وقد علقتني جملة للقصيبي (التخصص الوحيد الذي لن تجده يدرّس في جامعات الدنيا هو «الأخلاق»، فقد يحمله عامل النظافة، ويرسب فيه الدكتور) فـ المهم/ مضت تلك الأمسية المنوطة بالتناد، إذ لم تشتكي طولا، لأن الحديث أخذنا لعالم.. بالأمس انقضى مادياً نعم، لكنه معنوياً بقي أثره، ومَعالم بصماته تلوح كالوشم لكل منصف، ولا أحسبها عن قريب تُمحى بإذن ربها، وِفق: (.. الذّكر للمرء عمرٌ ثانِ).
بالمناسبة هذه (الحكمة) الجليلة قد أخذ بخطام ما تحمله من دلالة، وما ترمِ من زخم كثير من الشعراء سلفا.. ولاحقا، نعم وكم من حكمة كانت ينبوعاً يمدّ أهل صنعة الشعر ينسجو من مضامينها ما جعل من عطائهم يرتقي..
ولأن كانت المعاني (نثرا) مُطرّحة بالطريق، ما.. قد يقع حافر منها على حافر، فإن الحكم.. بهذا الحكم.. أولى.
وزاد ذاكم وقعاً أن المتحدث هو الخبير، وبالسيّر نحرير، فقد زاد جواهر الرجلين لمعانا بجُملهِ، بل وكلماته.. التي كانت (وهو يترجّل) القول تخرج بعناية مُنتقاة، أم.. صبّ في أذاننا العسلا!، ولا غرو، فقد كان «أبو بدر» ممن يُجندل في هذا السُّحاء.
.. بل العجيب لو لم يفعل، لما كان الوزيران موضع قدر خاص عند ولاة الأمر، فالأمة قاطبة، هذا.. والناس - كما لا يخفى- قلما تُجمع على أحدٍ.
.. إذ تناولهما كثير من المهتمين بالسّير في عصرنا، وها هو أديبنا المحمود (حمد) .. وكان من المقربين للراحلين يملأ مجلس ابن أخي عبدالاله وبحضور والده أخي الكبير قدرا قبل عمرا (صالح..)، ونخبة كان من بعضهم اهتمام ما يُسطّر التاريخ.. من لأهل عصرنا ( مع الاحتفاظ لكل الحضور بوزنهم)، وذلكم أن كان -المكان- في مجلس أبا هشام.. كـ/ مُصغّر يُلحق بأحد أنشطة (مركز رِدنا) للتدريب، والذي يُشرف عليه - بالمناسبة - مضيّفنا ابن أخي الغالي، فهو حقيقة ممن لا يألو جهداً بأي عملٍ فيه اجتماع وتوالف..
أُمخر ضيفنا مركبنا في عباب ما كان للراحلين من بصمات خاصة ( لا لمنصب كل واحد).. والقدر الذي له ما يجب التحبير، إن في تعامل، أو آداب حُفظت لهما، فذاك الجانب الذي دعى الحضور مع حبور ما شُنّفت به أذانهم إلى الاحتفاء بما يُعرض
نعم.. كان الوقت المقرر قد حُدد أن لا يزد عن ساعة..
وإن كان كأحد اللوازم أن يكون لكل واحد أهلية أن يُخصص بلقاء مستقلّ، لكن ومع هذا فقد ملئ بلقطات ومآثر.
لكن الاستاذ أبو بدر.. أوجز ووقتها المحصور سلفاً بما لا يخلّ بالغرض المُخصص، وما غالبت العفوية، وإن زاحمة التلقائية التفاعلية جلّ المشهد..
ما لم يُبقي من فراغ بالوقت أو تململ يغشى طائفة ليس لها عتاد بمثل هذه اللقاءات، أو يُداخل روتينيا ندوات .. عُلم أنها (تحاول) وقد لا تنجح الخلاص مما أحايين يسري، .. إلا الاستاذ(القاضي) الذي منطقه يومها (..أقصد ليلتها) كان لدربته ودرايته، من حبوره الكثيف، ولخبرته معا، فهو النحرير بهذا، ما ملئ منّا الزمان وسافرت بنا لمساته المكان، في ما أجسادنا ظاعنات.
وكـ(شرح) لعنوان هذه المقالة.. أقول مما يعلم أن الإيجاز إعجاز مبلغه..
إلا على من أعطِي ناصية في هذا غير كاذبة، ولا إن رآمت هدفها خاطئة.
إذ.. عرّج بالتقريب على صورٍ شتّى، فما تلكم إلا.. بعضاً من نفثات تلك الليلة التي وافقت تاريخا (مساء.. الخميس) 16 ربيع الآخر.
.. على أن هنا ملحوظة.. بقدر بعوضة: أن من الأخطاء التي ربما تسرّبت إلينا عبر التراجم ذكر الشهر الهجري برقمه، وهذا لا يصح!، فرمضان -مثلاً- لا يُذكر بشهر (9)، كما والحج لا ينادى بـ (12)، أبداً..
وقبل الخوض أقول.. لن أُملي عن صفييَّ قطب حديث الضيف/ الوزيرين.
أوُقف كلماتي بحق هذا الغالي.. علينا (المحمود) لدى جملة الشرائح الاجتماعية (حمد القاضي)، عبر مواطن ستّ.. مكتفياً.
وإلا لو تركت لمدادي التزوّر.. لزاد، أن عساي بهنّ أُشبع، فبعضهم (بصراحة) مهما قلت فيه، تحسبك بعد لم تُوفّيه
1 - من خلال كتابات عن ذكريات عهدٍ كانت السعادة تُلتقط لا في حواضر القوم، بل الأطراف، والأنُس يُستشفّ من مواضع نادرة ما تتماهى لصبوحها في ألق الذاكرة، يوم كان الحال به ضنين، فالدنيا بعدها كلها صغيرة، وأُحدد زمن عـشتموه بين حنان من قِبل الأم معنويا، وماديا في ظلال نخيل (عنيزة)، و.. لكل ما يترقق القلب إن جشئ، أو الذات جاشت، وأذكر أني ظفرتّ له مادة بها من عوالق سوانحٍ كانت، في عصيرياتٍ خوالٍ .. قضين بها وطراً ذاكا، كما في (المشتل) بالخرج.. الذي كان متنفّس لم ينسه جيلهم، أو تُـتسنْـى أحداثه.
2 - من مادة إعلاميةٍ متلفزة كل اسبوع ( رحلة مع الكلمة) ثريّة.. لما كان بين ضيوفها الصفوة من القوم، وكذا أهل الحكمة، والحنكة -معاً-، وقد كان (برنامج حواري ثقافي) من تقديمه حفظه الله، فـ يستضيف من خلاله نخبة من رموز الثقافة والأدب في مملكتنا الغالية، ورجالها الأفذاذ.
3 - مقاربة له كأكثر.. في صحبة أخذت منه زهرته بين رواق عطاء أدبي سامق، أن كان في أوجّ نشاطه ما أعطاه من الزخم، وأحدد مقصدي/
«المجلة العربية»، بدأً مع فقيد التربية معالي وزير المعارف فالتعليم العالي الدكتور حسن ال الشيخ رحمه الله، حتى خلفه (هو) فيها بُعيد رحيله من دنيانا الفانية.
4 - أيضا ما بلغ من قدر عند ولاة الأمر، آن (تم) اختياره ليكون عضوا بمجلس الشورى (.. دورتين متتاليتن).
تلكم بعض من نفثات تلك الليلة، فـ شكراً لأبي محمد (أخي) المُضيّف، ولأبي بدر الُضيف.. وقد شنّف، ولابن أخي الذي تكلّف.