فهد بن محمد القحطاني
في يوم 5 أكتوبر الماضي كان يوم المعلم، ومنذ عام 1994 ونحن سنويا نحتفي بالمعلم في ذلك اليوم؛ تقديرا واجلالا لدوره الحيوي والمحوري في تنمية البشرية بشكل عام، وكذلك للقيمة المضافة التي يقدمها في مهنته لبناء الأوطان وتطوير الذات.
لكن وبعد لكن سوف يكون ألف وألف لكن.. ماذا نريد من المعلم؟ وهل المعلم يملك أدوات تقديم منتج بشري متطور ومتقدم علميا؟.
الإجابة بكل بساطة نعم وبالتأكيد، فالمعلمون بينهم نماذج مشرقة وقامات وهامات نقف جميعا احتراما لهم وتقديرا لهم، وهذا الطرح لا شك انه امر استساغ وجوده وكيانه لكثرة ما يقال لهم من مديح يستحقونه.
لكن في سطوري المتواضعة ارغب في الإبحار في الجانب المظلم من المعلمين، وعندما أقول المعلمين فلاشك أن المقصود بجنسيه معلمين ومعلمات.. فالمعلم الذي وصفه الشاعر الكبير أحمد شوقي بالرسول لعلو مكانته وقيمة عطائه، للأسف لم يشاهد احمد شوقي مجموعة منهم يرغبون في إضافة عدد لمواقعهم في وسائل التواصل الاجتماعي.
فأحد المدرسين يدخل الفصل لحصة مدتها 45 دقيقة يقضي منها 20 دقيقة في توضيح بعض من بطولاته ومغامراته، وبعد ذلك يعرج على حساباته في مواقع التواصل ويطلب من طلابه أن يدعموا ذلك الحساب بالقلوب الحمراء، وبالتالي يستطيع تكوين ما يقارب 300 متابع (مجبر أخاك لا بطل)، فالطلاب يرون في ذلك الشخص القدوة والوسيلة للنجاح ورضى العميل غاية.
فحساب المعلم للأسف ليس ذا قيمة علمية أو يطرح نموذجا تعليميا بالإمكان الاستفادة منه، ولكن هو لمجرد الطرح والتواجد الالكتروني والاستفادة من الأعداد التي أمامه لإضافة متابعين له، وذلك من خلال الاستفادة من وجوده بينهم وقيمته التي يحاول أن يرسمها أمامهم.
ربما يتحدث آخرون انهم قلة وأنها نماذج ليست ظاهرة، ولكن في نسبة وتناسب، عندما يكون هناك 3-4 مدرسين في كل مدرسة لا شك انها ظاهرة وأنها تستحق المراجعة وإعادة النظر.
هذه التصرفات لا يمكن أن نقضي عليها أو نحجمها من خلال دورات أو عقاب معين، ولكن هي فقط من خلال الايمان بدور المعلم وأهميته وقيمته للمعلم نفسه ومن ذاته.. وهذا لا شك لا يتأتى إلا من خلال المعلم نفسه وتشكيل ثقافته بأنه معلم وقيمة كبيرة، معول عليه في بناء المجتمع وتكوين تقدمه العلمي.
كما أن هناك معلمين يقدمون في حساباتهم في وسائل التواصل قيمة مضافة تختص لعلومهم ويستلهم طلابهم منهم المزيد من المادة العلمية ولكن لا يكون ذلك بالتوجيه بقدر ما يكون بالتواصل ونشر المفيد.
ختاما النماذج المشرفة للمعلم ليست بعيدة عن العين بل هي ولله الحمد كبيرة ولها قيمة مجتمعيه، وانتقاد القليل منها هو للتقويم وتعديل المربع المفقود من الصورة الرائعة لواحد من اهم أدوات العملية التعليمية وحتى يكتمل جمال الصورة.