إيمان الدبيّان
دول الخليج العربي وعلى رأس قائمتها المملكة العربية السعودية تُمثل أهم منطقة اقتصادية وسياسية وجغرافية وتاريخية ودينية وحضارية في العالم؛ لذا كانت القمة الخليجية - الأوروبية الأولى التي انعقدت قبل أيام قليلة في «بروكسل» قمة مهمة بزمانها ورسالتها وبيانها الذي أعُلن في ختامها وكان من أهم بنوده:
التزام الطرفين ببناء شراكة استراتيجية مبنية على الاحترام المتبادل والثقة، وتعهد الطرفان بـالعمل معاً على الترويج للأمن والرفاه الدوليين، وتفادي تصاعد النزاعات، وحل الخلافات عبر تشجيع الحوار والتنسيق المشترك، كما اتفق الطرفان على الإبقاء على الحوار بشكل مستمر.
ودعا البيان إلى وقف إطلاق النار في غزة مع التشديد على حق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولة.
تناول البيان المعلن الوضع اللبناني ودعا إيران إلى ضرورة وقف التصعيد في المنطقة، كما تطرق البيان إلى الأمن في البحر الأحمر وتهديد الحوثيين للملاحة البحرية.
البيان المعلن في القمة الخليجية الأوروبية لم يقتصر فقط على القضايا السياسية التي تهم الطرفين، حيث أكد الطرفان أن مستقبل الاقتصادات في التكتلين يعتمد على أن تصبح أكثر «نظافة» في إشارة إلى الطاقة المتجددة، وأكثر تنوعاً. واتفق الطرفان على البحث عن فرص في مختلف المجالات التكنولوجية والرقمية وفي مجال الصحة عبر مشاريع أبحاث وتطوير مشتركة من بينها الأوبئة.
وأكد الطرفان العمل على تعزيز التعاون في مجال الطاقة والبحث عن سبل تعاون إضافية لتأمين أمن الطاقة، من بينها المتجددة والنظيفة. وتعهد الطرفان بزيادة التعاون في مجالات الهيدروجين والكهرباء المتجددة.
كذلك تناول البيان رفع شروط تأشيرات «الشنغن» عن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على خطوات بناءة لإجراءات سفر حر بين مواطني التكتلين.
إن الهيبة السعودية الدولية المعهودة والمرتبطة بالمملكة العربية السعودية دولة ورجالا كانت موجودة وساطعة كسطوع الشمس في هذه القمة بحضور ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - هذا القائد الذي يعمل على تحقيق المصالح السعودية والإقليمية والعربية والإسلامية ويبادر الى تحقيق كل ما يخدم المواطن السعودي والخليجي والبشرية كافة من خلال برامج رؤية المملكة التي تتجاوز مخرجاتها المثمرة الحدود المحلية إلى العالمية كبرامج وسياسات الطاقة النظيفة والمتجددة والأمن البيئي والاستدامة البيئية.
إن المملكة العربية السعودية بثقلها وهيبتها تلعب الدور الأساس في أي قمة أو قرار دولي وفي أي مصير عالمي؛ لذا قُرر عقد القمة الخليجية الأوروبية الثانية في المملكة العربية السعودية بلد العطاء الحاضر في مساعداته الإنسانية لجميع دول العالم، بلد النماء الزاهر في كل المجالات الحيوية والسياحية، بلد الاقتصاد الوافر رغم الاضطرابات الاقتصادية، بلد الأمن العامر وإن كانت الصراعات قريبة وإقليمية، بلد السلام نرقى بها ومعها إلى فوق الغمام.